تحية إلى الحركة الثقافية /انطلياس في عيد معرضها الأربعين
سنة 1978 تأسّست الحركة الثقافية /انطلياس، وهي تعمل في خدمة الثقافة وفي خدمة لبنان.
ومنذ نشأتها ربطتني بها صداقة ومودّة، وكنت من المدافعين عنها يوم كانت الحرب الأهلية القذرة مستعرة في لبنان، وكان البعض يرى زوراً أن هذه الحركة تمثّل فئة طائفية من الفئات الموجودة على الساحة اللبنانية. كنتُ أنفي هذا الاتهام لما كنتُ أمين سر اتحاد الكتّاب اللبنانين في ثمانينات وحتى أواسط التسعينات من القرن الماضي، وأدافع عن الحركة التي وإن كانت في كنف دير- فإنها تهتمّ بالثقافة على صعيد لبنان، كل لبنان، وليست ممثلة لطائفة معينة، وذلك واضحٌ في نشاطاتها كافّة.
وكنتُ من المحظيين الذين شاركوا في العديد من نشاطاتها، وبخاصة في تكريم ستٍ من الشخصيات البارزة، خمسة منهم لبنانيون. بدءاً بأستاذي الدكتور جبرائيل جبّور سنة 1989، والدكتور عفيف مفرّج، والسفير الدكتور حليم أبو عزالدين، وأحمد أبو سعد الذي تناولتُ في تقديمه (أدب التِفّال) – الأدب التافه- يومها كانت التلفزيونات تبثّ دعاية لنوعٍ من الطناجر مصنوعة من مادة التِفّال (Tefal ) التي لا يلصق فيها الطعام، فقلتُ: من يُنقذنا من (أدب التِفّال) الذي تقرأوه فلا يلصقُ في ذهنك منه شيءٌ؟
ثم "الحكواتي" سلام الراسي، والسادس هو الدكتور ناصر الدين الأسد، من الأردن. لا أعتقد أن أحداً فاز بمثل ما فزتُ به من تكريم ستة من الأعلام، بعضهم اشترط قبولَه التكريم أن اقدّمه.
لقد شاركتُ في ندواتٍ عدّة عقدتها الحركة. كما أني وقّعتُ بعض مؤلفاتي في كنف المهرجان اللبناني للكتاب الذي تقيمه كل سنة منذ 1981.
كما أني أشركتُ الحركة في العديد من النشاطات التي كان اتحاد الكتّاب اللبنانيين ودار الندوة يقومان بها، مثل المحاضرات، وتقديم الكتب، والندوات الثقافية والفكرية.
تحية للحركة التي منذ تأسيسها - تيمّناً بعامّية انطلياس - سنة 1978- أي منذ ثلاث وأربعين سنةً- وهي تعمل من دون كلل أو ملل للنهوض بالثقافة ورفع شأن لبنان، بخاصة في ما نشرته من كتب.
تحية خاصة من القلب للصديقين والزميلين العزيزين الدكتور عصام خليفة - الذي لقّبتُه بالبلدوزر- Bulldozer)) في دفاعه عن الجامعة اللبنانية، والدكتور أنطوان سيف اللذين تناوبا على ترؤس الحركة وحمَلاها على كتفيهما، وبذلا كل جهدٍ في رفع شأنها مع رفاقهما في الحركة.
وأختم مستشهداً بما يقوله أمين عام الحركة الأستاذ جورج أبي صالح في الكتاب السنوي، السنة الثلاثون 2011 (ص11)، أي منذ عشر سنوات: "التزام الحركة الثقافية / أنطلياس بالمساهمة في إنهاض وطننا، عبر إنماء رأسمالنا الإنساني الذي هو الأثمن والأبقى، وترسيخ بنياننا المجتمعي الذي هو الضمان الحقيقي لكسب رهان المستقبل".
وإلى المئة القادمة إن شاء الله.
ميشال جحا
2021-8-12