تكريم أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي
الرّسّام موسى طيبا
قدّم التّكريم:الأستاذ طلال سلمان
أدار اللقاء: الأستاذ نعوم خليفة
كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس"الرّسّام موسى طيبا الجنوبيّ الّذي جمع فنّه ما بين الأصالة والتّجدّد، حاملاً الأصالة المشرقيّة إلى أوروبّا حيث أقام معارض أكّدت بعده العالميّ في المجال الفني. عرّف به الأستاذ نعوم خليفةعضو "الحركة الثقافية-أنطلياس"، بأنّه "رسول المدرسة التجريديّة" إذ تضمّ لوحاته "ألوانًا تتمازج وتتراقص" فتختلف اللّوحة باختلاف المُشاهد، وفنّان ملتزم بقضايا الإنسان والوطن والوجود. وقدّم خليفة نبذة عن مسيرة المحتفى به الفنية، منذ بداياته في مجلّة "الصّيّاد" رسمًا وكتابةً، مرورًا بتخرّجه في أكاديميّة "ألبا" للفنون الجميلة، وسفره إلى فيينا ولندن وباريس وروما حيث تتلمذ على أيدي أساتذة كبار وتلقّى دروسًا في النحت والفسيفساء والجداريّات، وعودته إلى لبنان ليعلّم الرسم في الثانويات الرسمية قبل دخوله ملاك الجامعة اللبنانية مدرّسًا، ووصولاً إلى إنشائه معرضًا دائمًا يضمّ لوحات له ولغيره من الفنّانين في بلدة قانا الجنوبيّة.
وتُركت مهمة تقديم الفنّان التشكيليّ رسمًا ونحتًا، موسى طيبا، إلى صديق "الحركة الثّقافيّة" الأستاذ طلال سلمان، مؤسّس جريدة "السّفير" ورئيس تحريرها. استهلّ الأستاذ سلمان كلمته متحدّثًا عن موسى طيبا الصديق الذي يعرفه منذ سنوات عمله في مجلّة "الأحد" فجمعت بينهما الأحلام ومحاولة التعبير عن حبّ الأرض بما يملكان من كفاءات. واغتنم الأستاذ سلمان الفرصة لتوجيه تحيّة إلى رجال أبدعوا في مجال الفنّ التشكيلي من أمثال ابراهيم مرزوقوحسين بدر الدين ومصطفى حيدر ومحمد قدورة وغيرهم، معترفًا بأنّه ليس ناقدًا فنّيًّا، بل مجرّد مستمتع بالجمال. وأشاد بالمبدعين اللبنانيين من أمثال موسى طيبا الّذين يغطّون على "فجور السياسيين وقبح خطابهم وبشاعة مجهودهم الحثيث لإشعال الفتنة وتدمير أسباب الحياة"، فيدخلون قلوب النّاس ويعبّرون عن أحلامهم ورؤاهم ومشاعرهم بألوان وخطوط "تخاطب الروح والحس قبل العين ومعها".وتحدّث الأستاذ سلمان عن لوحات المحتفى به التي تنقل المشاهد "من الفرح إلى الحزن إلى البهجة إلى عشق الحياة في مدى اللحظة الواحدة" و"تعطي كل مشاهد فرصة أن يقرأها بذائقته الفنية وأن يعبر عنها بلغته".وقد اختار المحتفى به الفنّ التّجريديّ لأنّه يمنحه "فرصة التحرر ولو لبرهة". فموسى طيبا رسّام صاحب رسالة يحبّ الحرّيّة ويؤمن بأنّ للفنّاندورًا في المعركة. لذلك، حوّل بيته في قانا إلى متحف للفنّ التشكيلي، ليس لنفسه فحسب، بل "للمبدعين جميعاً، لبنانيين وعرباً ومن أنحاء مختلفة من العالم". بالإضافة إلى ذلك، أقام معرضًا في ثانوية بنت جبيل بعد أسابيع قليلة من تحريرها في العام 2000. وأخيرًا، شكر الأستاذ سلمان "الحركة الثقافية" لمنحه فرصة الحديث عن رفيق عمر يعتزّ بصداقته، موجّهًا لها التّحيّة لأنّها توفّر سنويًّا هذا المهرجان "الذي يأخذنا من الحزن فنخرج منه إلى واقعنا المهين"!
وكانت شهادتان بالمحتفى به من كل من الدّكتور مروان فارس والدّكتور عصام خليفة.
وفي الأخير، ألقى المحتفى به الرّسّام موسى طيبا كلمة اعترف فيها بأنّه يجهل نفسه ويبحث عنها منذ ولادته، ويستخدم اللّون للتّعبير عن أشكال الحياة كافة. وتحدّث عن أنّ مفهوم الفنّ التجريدي لديه هو "تعبير الحياة بألاّ تفهم حتى تستقر وتعمل لكي تفهم"، معتبرًا أنّ أعماله "مهما جاءت ملوّنة ومشكّلة بسهولة أو تعقيد من رؤية مجهولة" عبارة عن"حوار أكيد واحد متحرّك عاصف غير منتهٍ من الذات إلى الذات". وفي الختام، شكر "الحركة الثقافية-أنطلياس" لدورها المنبري الذي يروّج الثقافة في لبنان والعالم العربي.
وفي الختام قدّم أمين عام الحركة، الدكتور عصام خليفة شعار الحركة إلى المحتفى به ونسخة عن "النصّ الأصليّ لعاميّة أنطلياس الشهيرة، عاميّة 1840.