أقامت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس"ندوة حول "أزمة المياه والكهرباء" في لبنان، شارك فيها الدّكتور أديب جدع والدّكتور ميشال مرقص، وأدارتها الدّكتورة جولييت الرّاسي.
رحّبت الدكتورة جولييت الرّاسي بالمشاركين في النّدوة، وتحدّثت بإيجاز عن واقع المياه والكهرباء في لبنان، مشيرة إلى أنّ الثّروات الطبيعية فيه لم تُستثمر كما يجب في إنتاج الكهرباء مثلاً، بل تُهدر ويشتري اللبنانيّون الماء في بلد الماء، وموارد طاقة بديلة ترهق الاقتصاد.
تناول الدّكتور أديب جدع - المتخصّص في هندسة المياه والرّيّ الّذي شغل مناصب عدّة مثل رئاسة مصلحة الدراسات العامة في المصلحة الوطنية لنهر الليطاني، ورئاسة مصلحة الثروة المائية، ومارس التّعليم في قسمَي الرياضيات والفيزياء في كلية التربية في الجامعة اللبنانية - محطّاتٍ وعلاماتٍ في قطاع المياه والطّاقة في لبنان. فبدأ بعرض سريع وموجز لواقع الحال في قطاعي الماء والكهرباء، وبعرض تقييمي للحراك، للمقاربات والخطط والأنشطة والمشاريع، وبخاصة في قطاع الريّ، مع وقفات على المفترقات المفصليّة، ووجهات نظر إستشفافيّة لمعالم الطريق، على ضوء الممارسة والمعايشة للأرض وعلى ضوء نوافذ وإضاءات ونجاحات وإنجازات مقطوفة من البلدان الأخرى السبّاقة والمتقدّمة في قطاعي المياه والطاقة.وختم المداخلة بعرض تعريفي لمشروع الساعة، وهو مشروع الري ومياه الشرب في جنوب لبنان، وبتقديم بحثين رائدين وواعدين لإدخال الطاقة الكهرمائية المتجددّة إلى لبنان بطريقة الضخ الليلي- التخزين –التوليد لطاقة الذروة للسنوات العشرينالقادمة.
وتطرّق الاستاذ ميشال مرقص، الحائز إجازة في العلوم الاجتماعية من الجامعة اللبنانية وعلى شهادة جدارة في علم الاجتماع الاقتصادي والتنمية المدينية والريفية والديموغرافيا والسياسة، إلى موضوع الكهرباء، معالجًا أسباب أزمة الكهرباء في لبنان ومقدّمًا توصيفًا عن الواقع الحالي، واحتمال إيجاد حلول ناجعة لهذه الأزمة. عزا الدّكتور مرقص أزمة الكهرباء في لبنان إلى أسباب كثيرة أبرزها: تدمير البنية التحتيّة خلال الحروب، وتقهقر في تنفيذ خطط التطوير بما يتوازى مع تطوّر العمران وازدياد السكان وازدياد الطلب على التيّار الكهربائي، وإهمال برنامج إعادة التأهيل والإعمار للخُططِ الكهربائية، وتواطؤ بين وزراء وشركات ومؤسسات تمويل، واهتراء الشّبكة، وتفريغ ملاك مؤسسة كهرباء لبنان من تقنيين ومهرة ويد عاملة متخصصة، وملؤها بيد عاملة غير متخصّصة فرضَها السياسيون. أمّا في الوقت الرّاهن، فتسجّل شركة الكهرياء خسائر طائلة وعجزًا ماليًّا مرتفعًا. وقدّم الدّكتور مرقص الكثير من الحلول لأزمة الكهرباء في لبنان، أهمّها تنويع مصادر الطاقة، واستيراد الطاقة من تركيا أو من مصر، فضلاً عن استخدام المحروقات من مصادر أحفورية، وتخصيص الإنتاج، إلخ.