ندوة حول كتاب الرسّام جورج داود قرم:
« Les Archives du peintre Georges Daoud Corm (1915-1971): Combats pour les arts et la culture au Liban ».
أدارت الدكتورة هدى رزق حنّا هذه الندوة كتاب الرسّام قرم المتوفي عام 1971 الذي صدر عن منشورات جامعة الكسليك سنة 2009. فقالت أنه يتضمن مقالات وأبحاثاً ورسائل تشهد على نضال طويل في سبيل نشر ثقافة الموسيقى والرسم والنحت في لبنان ومصر. وذكرت ان الكتاب يحوي أربعة محاور اساسية. وبعدها تكلّمت على أهمية اللوحات الفنّية التي تخبر الكثير عن صاحبها وعن حقبة زمنية معيّنة. وأنهت كلمتها مذكّرة أن ريشة الفنان لم تقتصر على رسم بيروت العاصمة القديمة بل رصدت جمالات الطبيعية في الشمال والجنوب والبقاع وكسروان.
ثم تكلّم الناقد الفني الأستاذ جوزف أبو رزق فقال أن الرسّام الكبير جورج قرم يعتبر الفنّ وسيلة تواصل بين الأفراد والمجتمعات وينمّي في نفوسهم روح التعايش ويجرّدهم من كل انانية ويفصلهم عن العالم المادي ليزوّدهم بالحريّة. كما أنه عبّر عن اقتناع الرسّام ب"رسالة الفنّ الانسانية" التي لا حدود لها، كما أنه تكلّم عن أهمية الأسلوب التصويري التي لطالما اعتمده الأستاذ قرم. وأنهى الأستاذ جورج أبو رزق كلمته قائلاً أن "جورج قرم هو أكثر من شاعر وموسيقي وفنّان تشكيلي، فهو صاحب رسالة تتمنّى أن يسترشد بها ليس فقط الفنانون والنقّاد فحسب بل كافة المتذوقين والمهتمّين بالشأن الفنيّ."
ثم ألقت الدكتورة مهى سلطان كلمة بدأتها بشكر معالي الدكتور جورج قرم على ما بذله من جهد في جمع محفوظات والده كما شكرت جامعة الكسليك على الاهتمام بنشر كتابه، والحركة الثقافية في أنطلياس على تنظيمها هذه الندوة. ثم وصفت الرساّم بأنه فناّن استثنائي ورسّام بورتريه من الطراز الرفيع اهتم بالفنّ المعاصر فترك فيه بصماته الخاصة. وقالت أن اللافت في نتاجه هي لوحات الأوتوبورتريه بمختلف التقنيات. وقالت ان الفنان ترك الكثير من الدراسات المدهشة بالأقلام والباستيل سجل فيها حركات ووجوهاً ومواقف انسانية. واعتبرت أن الرسام جورج قرم كان يفتش عن التجديد في اسلوبه الفني، هذا التجديد التي ظهرت بوادره الأولى حين اخذ يصوّر مناظر لبيوت بيروت القديمة. وفي النهاية، استعانت بقول كان يرددّه قرم على الدوام وهو أن: "الفنون والآداب هي خلاصة الحضارات. وفنون الشعوب لا تكون الاّ على صورة مثلها وأخلاقها".