ملخص اللقاء مع
السيد رؤوف يوسف مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
أدار اللقاء أمين العلاقات الخارجية في الحركة الزميل جورج أبي صالح الذي استهلّ الكلام بالتعريف عن الأستاذ رؤوف يوسف الذي "تسلّم مهامه في لبنان في حزيران عام 2002، وهو واحد من 75 مديراً لوكالة التنمية الأميركية عبر العالم، حيث تدير هذه الوكالة برامج دعم ومساعدات تفوق قيمتها 18 مليار دولار أميركي".
وأضاف: "هو من كبار مسؤولي الوكالة، حيث راكم خبرات على مدى 31 سنة (1976)، أمضى 21 سنة منها في منطقة الشرق الأوسط. وقد عمل في ثلاث قارات وما يزيد عن 12 بلداً. تنقّل خلال ممارسة مهامه بين مصر وعُمان والسودان وغينيا وغواتيمالا وهندوراس والسلفادور والضفة الغربية وقطاع غزة وأوغندا وجزر موريس والعراق واليمن.
وكان آخر مركز له خارج الولايات المتحدة في مصر حيث أدار مشاريع لتطوير البنى التحتية مموَّلة من الوكالة الأميركية بقيمة 1.8 مليار دولار.
وطوال مسيرته المهنية، تولى الأستاذ يوسف إدارة برامج في قطاعات التعليم والصحة والبنى التحتية والمساعدات الغذائية والإغاثة والبيئة والتدريب على المهارات القيادية والتنمية الريفية والخصخصة.
الأستاذ رؤوف يوسف حائز شهادة بكالوريوس في الاقتصاد وماجستير MBA في إدارة الأعمال. ويسرّ الحركة الثقافية - انطلياس أن تستضيفه اليوم في رحابها ليحدّثنا عن وكالة التنمية الأميركية USAID ودورها ونشاطاتها في لبنان".
في البداية، أوضح السيد رؤوف يوسف أن وكالة التنمية هي وكالة غير سياسية تحصل على أموالها مباشرة من الشعب الأميركي الذي يراقب مجالات إنفاق هذه الأموال من خلال هيئات ومنظمات غير حكومية تموّل برامج إنمائية مع شركاء لها في دول صديقة.
ثم أشار الى ان لدى الوكالة حالياً حوالي 600 مشروع في لبنان، من وادي خالد شمالاً حتى بنت جبيل جنوباً ومن بيروت حتى البقاع، بلا أي تمييز طائفي او مناطقي، وان الوكالة تنطلق في عملها من العلاقات العميقة الجذور بين الشعبين اللبناني والأميركي، والحرص على توثيقها وتمتينها.
وأوضح ان الوكالة هي ذراع تنموية سياسة الإدارة الأميركية، تنفّذ السياسة الأميركية عن طريق التنمية بواسطة مشاريع مقدمة من الشعب الأميركي الى الشعب اللبناني.
وأردف قائلاً: إن الوكالة موجودة الآن في 85 بلداً في العالم، وميزانيتها السنوية للعام 2008 تبلغ 22 مليار دولار. وكل تقدماتها منح، أي هبات لا تُردّ، أي أنها ليست قروضاً. أما في لبنان، فتتركّز مشاريع الوكالة على القطاعات التالية:
- التنمية الاقتصادية
- الحوكمة او الحكم الرشيد.
- المساعدات الطارئة (الإغاثة).
- البيئة
- التعليم
- المنظمات غير الحكومية (منح صغيرة لبناء القدرات).
- وانتقل السيد يوسف بعد ذلك الى تفصيل نشاطات الوكالة في كل من هذه المجالات الستة:
1- التنمية الاقتصادية
يجري التركيز على خلق الوظائف وزيادة الدخل لمكافحة البطالة، لاسيما البطالة المقنَّعة، وتتمحور مساهمات الوكالة حول مشروعات في مجالات المعلوماتية والسياحة البيئية والأعمال الزراعية.
من الأمثلة على ذلك: مشروع درب الجبل الذي يبلغ طوله 440 كلم من عكار حتى راشيا الفخار مروراً ب 26 بلدية. وثمة أمثلة أخرى: قاعة للتدريب الفندقي لدى مؤسسة "الكفاءات" للتعليم المهني، إعادة تأهيل مواقع أثرية، إنشاء مراكز للمعلوماتية في البلدات والقرى، تشجيع الصناعات الغذائية (إنتاج زيت الزيتون...)، مراقبة الجودة، تحريج الغابات، دعم صيادي الأسماك، وزراعة الأعلاف وتشجيع الزراعات العضوية...
2- الحوكمة او الحكم الرشيد
يوجد في لبنان 1350 بلدية، وقد أنجزت الوكالة مكننة أعمال 620 منها عن طريق تزويدها أجهزة معلوماتية وبرامج، أتاحت لها الإسراع في انجاز معاملات المواطنين وتحسين جباية الرسوم، ما عزّز ثقة الناس بإدارة البلديات.
3- المساعدات الطارئة والإغاثة
في خلال حرب تموز، استفاد حوالي مليون لبناني من مساعدات عاجلة (خيم، مواد غذائية، أدوية...) قدمتها الوكالة دون الإعلان عن مصدر هذه الإعانات.
ولدى نشوب أحداث نهر البارد، نفّذت الوكالة برنامج مساعدات طارئة لسكان المخيّم النازحين ولأبناء القرى المجاورة (حوالي 20 قرية)، استفادت من هذه المساعدات 1600 أسرة، وهذه الإعانات لا تزال مستمرة.
تمّ تشجير قرى الشوف بإعادة غرس 13000 شجرة في أحراج المنطقة.
4- البيئــة
- معالجة النفايات الصلبة: ثلاثة مشاريع في زحلة وحبالين وصور لخدمة اكثر من 20 قرية في كل مشروع. بلغت تكلفة المشروع الواحد 2.5 مليون دولار، علماً ان بعض هذه المشاريع صارت تدرّ مداخيل لبلديات المنطقة المستفيدة (مثلاً: زحلة، حيث تباع علب الصفيح المعاد تدويرها).
- معالجة المياه المبتذلة: 340 مشروعاً في جزين وحاصبيا والشوف. وكان هناك عدد آخر من المشاريع عجزت البلديات المعنيّة عن تأمين استمراريتها وصيانة المعامل.
- رسم سياسة مائية، بالتعاون مع مصلحة مياه الجنوب لمنع هدر الموارد المائية وتحسين استثمارها وتوزيعها بكلفة معقولة.
- تنقية مياه الجيّة من التلوّث بالمازوت إثر حرب تموز 2006. كلفة المشروع 6 ملايين دولار.
5- التعليــم
- تقدم الوكالة منحاً تعليمية بقيمة 4 إلى 6 ملايين دولار سنوياً للطلاب المستحقين، المنتسبين إلى 4 جامعات ومعاهد أميركية في لبنان، أهمها الجامعة الأميركية، الجامعة اللبنانية الأميركية، جامعة هايكازيان.
- تولّت الوكالة ترميم 400 مدرسة في لبنان حيث يلاحظ تفاوت كبير بين المدارس الرسمية والمدارس الخاصة (البناء، التجهيزات، النظافة، الملاعب الخ...). وفي هذا الإطار، جرى توزيع أجهزة كمبيوتر على المدارس وإنشاء مختبرات للكيمياء والعلوم الطبيعية، وإقامة برامج توجيهية ومخيمات للطلاب، دون أيّ تدخل في محتوى مناهج التعليم.
6- المنظمات غير الحكومية
هناك أكثر من 140 منظمة محلية تلقّت مساعدات من الوكالة منذ العام 2001. لا تشمل هذه المساعدات إنشاء الأبنية ولا دفع الرواتب والأجور، لكنها تطال كل قطاعات التنمية وكل شرائح المجتمع ومختلف المناطق اللبنانية.
من الأمثلة على ذلك: إصدار كتاب "إعرف حقوقك" بلغة العميان استفاد منه زهاء 12 ألف ضرير في لبنان يشكّلون فئة مهمّشة لا تحظى بأي اهتمام بحقوقها.
وهناك أيضاً مشروع لتعزيز مشاركة المعوقين في الانتخابات في لبنان.
إن الميزانية المخصصة لكل مشروع من مشروعات المنظمات غير الحكومية قد تصل الى 50000 دولار كحد أقصى. والوكالة تستقبل كل الطلبات بلا أية قيود او شروط سياسية او تعجيزية. وهي تجيب على هذه الطلبات في مهلة لا تتعدى ثلاثة أشهر عموماً.
يمكن مراجعة الموقع الالكتروني للوكالة في سبيل الاطّلاع على مختلف تقدماتها وأنشطتها. www.usaid.gov.lb