مؤتمر حول فكر رئيف خوري - حبيـب صـادق 2013/11/02
بعد الترحيب بالسادة الحضور والإعراب عن شكرنا لهم أشرت إلى أنّ المؤتمر ينعقد احتفاءً بذكرى ولادة الأديب المفكِّر رئيف خوري وذلك بمبادرة من قِبَل الحركة الثقافية ـ إنطلياس والمجلس الثقافي للبنان الجنوبي وبالاشتراك مع بلدة نابَيْه ومجلسها البلدي.
ثم أشرت إلى أنّ رئيف خوري كان عَلَماً بارزاً في الصياغة البيانية المتألِّقة وعَلَماً في التوهُّج الفكري والرؤية التقدمية. وقد صدر عن قلمه ثلاثة وعشرون كتاباً علاوة على خمسة كتب مترجمة.
إضافة إلى ذلك كتب مئات الدراسات المعمَّقة التي نشرها في المجلاّت والصحف وعلى نحوٍ خاص في مجلّة الطريق.
يبقى أن نشير بإكبار، إلى أنَّ رئيف خوري أمضى سحابة عمره مناضلاً ديمقراطياً جسوراً، وعبَّر بالكلمة المضيئة والصوت المنبري الجهوري عن فكره النهضوي ونزعته الاشتراكية ودفاعه عن حقوق الإنسان كما عبَّر بهما عن مواقفه الساطعة من القضايا العربية المصيرية وفي مقدمها القضية الفلسطينية، التي وهبها زهرة شبابه على أرضها الأم في ثلاثينيات القرن المنصرم.
وإذا عدنا اليوم إلى نصّ رئيف خوري الذي وقفه على تلك القضايا الكبرى وبوجهٍ خاص على القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى لتكشَّف لنا النصّ على أنّه ما برح، بجانبٍ كبير منه ينبض بحرارة القضية وينطق بصوتها، من هنا تأتي راهنيته على مستوى عالٍ من المصداقية. ومن هنا تتولَّد لدينا الضرورة إلى العودة إليه في حاضر أمرنا حيث تشتبك الطرقات مزدحمة بالتيارات المتصارعة وحيث يتهافت الخارج على الداخل بصورة عاصفة.
وتقديراً معبّراً لموقفه من القضية الفلسطينية ولا سيما في ما يتصل منها بدور الشباب الفلسطيني أرسلت رابطة الطلبة العرب في القدس برقية إلى رئيف خوري نشرتها مجلّة الطريق في عددها الصادر في 30 تشرين الثاني عام 1941 وإليكم بعضاً منها:
"نرسل لكم التحيات العاطرة بصفتكم من أوائل المؤازرين الذين دعموا حركتنا ورسموا لها طريق الصواب. فرابطة الطلبة العرب إذ تحييك الآن فإنّها تحيي فيك أستاذاً عظيماً لا تزال أعماله الغرّاء في بلادنا تذكِّرنا بالخير في كل مكان، وأياديه البيضاء على النشء ماثلة للعيان، ونحن نرغب أن نطمئنك بأنّنا لا نزال سائرين على الصراط المستقيم الذي عهدتموه.
بيروت في 2/11/2013 حبيـب صـادق