موجز كلمة يمنى العيد:
رئيف خوري ناقداً أدبياًوصاحب نظرة للأدب
كان ناقداً نبيلاً كان رئيف خوري. انتصر للإنسان وللقيم الإنسانيّة، وأكَّد على أدبٍ يتوجّه إلى الشعب ويهتمُّ بقضاياه دون أن يكون ذلك على حساب أدبيّة الأدب أو فنيّته.
ومعلماً مخلصاً كان. ترك لنا ما زوَّد به تلامذتَه من معارفَ تخصُّ اللغة وعلومها. علم اللسان، وعلم البيان، والألفاظ، والموسيقى اللفظيّة ممّا يجد له مرجعاً في التراث العربي. هذا التراث الذي سعى رئيف خوري إلى إضاءته، مظهراً معرفةً واسعةً ودقيقةً به، ومقدراً لأهميّته وضرورته في دراستنا للأدب وقراءتنا له قراءةً نقديّة.
لقد أكّد على نقد يمارس مسؤوليَّته " في توجيه الأدباء شطر الإتقان لفنّهم، والإحتفال لهموم أمتهم… وتوجيه القراّء إلى فهم آثار أدبائهم وغربلتها وتقييمها…".
وكان، بكل بذلك، ناقداً أدبيًّا عربيّاً قوميّاً لبنانيّاً يتحرّك فيما يكتب ويقول بين حرصه على فنيّة النتاج الأدبي وجماليّته من جهة وبين مسؤوليّة هذا الأدب من جهة ثانية في توجيه الشعب وترك أثر فيه لينهض ويرتقي إلى مستوى من العيش ينعم فيه بالحريّة والعدالة والعيش الكريم. هكذا رفض الأدب الركيك، واعتبر النقاد وسطاء بين الأدب الموجِّه للشعب وبين القراء العاجزين عن فهم هذا الأدب المكتوب لهم. وحمَّل النقد مسؤوليّة "توجيه الأدباء شطر الإتقان لفنهم، والإحتفال لهموم أمتهم."
كتب رئيف خوري وتكلّم كمسؤول يحدِّد للنقد أصولاً وللناقد واجبات. أصولٌ وواجبات محورها القوميّة التي هي روحٌ حين الكلام على الفنِّ والأدب، وهي إنسانيّة حين نسبتها إلى زمنٍ وتاريخ. وكانت مسؤوليّة رئيف خوري، الكاتبُ والمفكر والمثقف والمناضل.. خلفَ شعوره بمسؤوليّة الناقد اتجاه الأدب. فالأدبُ له دورٌ خطير ولا يجوز تهوين هذا الخطر.