تحية الى وليد غلمية
مع غياب وليد غلمية يخسر لبنان واحداً من كبار مبدعيه في مجال الموسيقى.
في جديدة مرجعيون وُلد، ومن مناخها النابض بالثقافة والعلم والفنون سجّلت ذاكرته وسمعت وأحبّت الموسيقى. لم يكتفِ بنعمة الموهبة وإنما عمل للتخصص في معاهد أميركية حيث نال ماجستير في علم قيادة الاوركسترا وماجستير ثانية في علم التأليف الموسيقي ثم نال الدكتورا في علم الموسيقى من جامعة كنساس.
منذ العام 1963 لم يتوقف الراحل الكبير عن التأليف والابتكار. ألّف سمفونيّات وقاد اوركسترا المهرجانات وشارك في التأليف الموسيقى محلياً وعربياً ودولياً.نشر الأعمال البارزة التي سجلتها شركات لبنانية وعالمية، قاد الاوركسترا في بلدان عربية وعالمية إلى أن تمكّن من تأسيس أول اوركسترا لبنانية وقيادتها.
لم تنحصر أعماله في التأليف الموسيقي وقيادة الاوركسترا بل تعدّت ذلك إلى المساهمات المتنوعة ، لاسيّما على الصعيدين التربوي والوطني. فمنذ العام 1991 ترأّس المعهد الوطني العالي للموسيقى (الكونسرفتوار الوطني)، وكان مؤلّف ومنسّق تعليم الموسيقى والمسرح والفنون التشكيلية في خطة النهوض التربوي، وعضواً فاعلاً في عشرات الجمعيات الوطنية والدولية. ألّف موسيقى النشيد الوطني العراقي وأعاد التوزيع الاوركسترالي للنشيد الوطني اللبناني.
كان دائماً مخلصاً لمواقفه وما تمكّنت الأزمات من لجم مسيرته تجاه اللامألوف. فقد عبّر هذا الفنان الكبير عن معطيات عصره وعمل على امتداد نصف قرن لإعلاء راية الموسيقى في وطن مثخن بالجراح.
إن الحركة الثقافية – انطلياس التي كان لها شرف تكريم وليد غلمية علماً للثقافة في لبنان والعالم العربي ضمن رعيل العام 2000، تتقدم من أهله وطلاّبه ومحبّيه وقادريه بأعمق مشاعر الاحترام والتعزية، وهي على يقين من أن أمثاله يبقون خالدين في ضمير الشعب والوطن ومسار الحضارة الإنسانية.
الحركة الثقافية – انطلياس