بيان صادر عن الحركة الثقافية - انطلياس
حول المقابر الجماعية المكتشفة مؤخراً
2005/6/12
إن الحروب المركّبة التي عانى منها الشعب اللبناني منذ العام 1975 والتي كان من نتائجها:
150 ألف قتيل، 150 ألف جريح، 6 آلاف مُقعد، ألوف المخطوفين والمفقودين، 828 ألف مهجّر داخل الوطن، 995 ألف مهاجر إلى خارج الوطن بينهم عشرات الألوف من المهندسين والأطباء والتقنيين والمتخصصين وأصحاب المهن المختلفة. هذه الحروب كان لها مخططون وملتزمون ومنفذون من الداخل ومن الخارج. وجميعهم مسؤولون، بنِسب متنوعة أمام التاريخ وأمام الشعب اللبناني.
وكم كان محقّاً أن يحاكم الجميع على الجريمة الكبرى التي اقترفوها بحق لبنان ومنذ أيام تكتشف مقابر جماعية قرب مقرّ لأجهزة المخابرات السورية. تعود، كما يرجح، إلى مرحلة ما بعد العام 1990. وإزاء هذه الجريمة الموصوفة تؤكد حركتنا على ما يلي:
1. إبداء أشدّ مشاعر الاشمئزاز، ومطالبة الحكومة اللبنانية والمجتمع الدّولي بوضع يده على هذه القضية الخطيرة. واعتبارها لا تقل أهمية عن قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
2. دعوة مجلس الأمن، من قبل الحكومة اللبنانية، إلى التحقيق في هذه الجريمة، والمطالبة بإنشاء محكمة دولية لمحاكمة المجرمين المسؤولين عنها، إضافة إلى إنشاء محكمة دولية أخرى لمحاكمة المتّهمين باغتيال الرئيس الحريري ومرافقيه.
3. استنكار ضعف أداء الحكومة اللبنانية في مواكبة تحرّك أهالي المفقودين والمخطوفين في السجون السورية والإسرائيلية، ومطالبتها بتحمل مسؤولياتِها كاملة تجاه هذه القضية الخطيرة.
4. دعوة الهيئات الإنسانية الدولية، ودعوة منظمات المجتمع المدني اللبناني إلى التحرك من أجل تطبيق الإتفاقيات الدولية في هذا المجال.
إن المجرمين الذين تحكموا بالشعب اللبناني وعطّلوا القوانين ونهبوا وسلبوا، واستبدّوا واستباحوا الحرمات، على امتداد فترة مظلمة من تاريخنا المعاصر، يجب أن يعلموا أن يد العدالة ستطالهم مهما طال الزمن، وإنّ إنزال العقاب الصارم بحقّهم سيكون عبرة لكل الظالمين والمجرمين في كلّ زمان ومكان.
الحركة الثقافية - انطلياس