انطلياس في 22 شباط 2017
رقم الصادر 39/25
بيان صحافي
تحيّة الى الراحل وجيه نحله
من قرية الطيّبة في جنوبنا الصامد نزحت عائلته الى بيروت. ومنذ صغره ظهرت عليه علائم النبوغ حيث علق على صدره الرئيس الراحل رياض الصلح وسام تقدير لتفوّقه في مجال الرسم وهو بعد في عمر 12 سنة.
تتلمذ على مصطفى فروّخ وبدأ يرسم المناظر الطبيعية. ثم تعمّقت علاقاته مع عمر الأنسي وأخذ يشارك في معارض الربيع.
تعمّق في التراث الشرقي حيث اكتشف جمال الفنون الإسلامية في متاحف وجوامع إسطنبول ودمشق وبغداد والقاهرة واصفهان وطهران وفي بلاد الاقدس.
من باريس فرض حضوره الفني على الصعيد العالمي من خلال عرض لوحاته عام 1977. وما لبث أن نال الجوائز العالمية وأنجز تحفاً فنية في قصور عديدة في أوروبا والعالم العربي، الأمر الذي حمل الحكومة الفرنسية على منحه وسام الفنون والآداب برتبة ضابط.
قال عنه الناقد العالمي André Parinaud:
"لوجيه فضيلتان: فهو مرتبط عضوياً بأرض لبنان، أرض التناقضات كلّها كما الأحلام كلّها. وبالتالي، فهو يتنشّق الله بعفوية النسّاك في الصحراء ، ما يضفي على حركته الفنية بُعداً صوفياً، إلاّ أنه يجسّد أيضاً ثقافة ومهارات الغرب بتجديداته التشكيلية، وهنا البعد العالمي لفنّه".
بغياب وجيه نحله، يغيب فنان لبناني عالمي فرض حضوره في أرقى المحافل الثقافية في العالم العربي وفي عواصم الغرب.
ترك الألوف من اللوحات بحيث يمكن أن يدخل في موسوعة غينيس بسبب غزارة الإنتاج الفني.
كان صديقاً عزيزاً للحركة الثقافية – انطلياس، وقلّما تغيّب عن مؤتمراتها وندواتها ومهرجانات الكتاب السنوية، وكان يصرّح بافتخار أنه عضو شرف فيها. كان مرهف الإحساس محبّاً دمث الأخلاق، وله مع كل عضو من أعضائها حكاية ودّ وصداقة.
كرّمته الحركة في عداد الرعيل العاشر لأعلام الثقافة، في المهرجان اللبناني للكتاب، آذار 1995.
بعد أيام، سيُفتتح المهرجان اللبناني للكتاب في دورته السادسة والثلاثين، وسنفتقد الحضور الجميل لطلّة وجيه المحبّبة واليومية. وسنذكره في كل حديث عن الثقافة وعن الفن وعن قضايا الوطن وحقوق الانسان فيه.
إن الحركة الثقافية – انطلياس تتقدّم من أهل الفقيد ومن أهل الفن خصوصاً والعاملين في مجال الثقافة عموماً بأعمق مشاعر التعزية. وهي على يقين من أن أمثال وجيه نحله سيبقون خالدين في ضمير الوطن وسيظلّون شهادة مشرقة على مساهمة شعبنا في تقدّم الحضارة الإنسانية.
الحركة الثقافية – انطلياس