تحية الى الاديب الراحل الياس خوري

أنطلياس 2024/09/15

  رقم الصادر 08/47

 

 

مع رحيل الأديب والمناضل الياس خوري، نجد من واجبنا أن نتوقّف عند عدّة خصال أعطت هذا المثقّف طابعاً مميّزاً .

في قسم التاريخ، كليّة التربية في الجامعة اللبنانيّة، كان الياس خوري طالباً يسارياً.

- يملأ الجمعيّات العمومية بمداخلاته المطوّلة.

- يحرّض دائماً  على التظاهر.

- يعتبر القضيّة الفلسطينيّة أولويته المطلقة.

لم يكمّل الراحل اختصاصه في مادة التاريخ في الكليّة نفسها، ولم يمارس تعليم المادة كما كان مفترضاً، إلاَ أنه نال دكتوراه في التاريخ لاحقاً.

في غمار الحروب اللبنانيّة المركّبة خاض الراحل معاركه إلى جانب الفلسطينييّن حالماً بتغيير النظام اللبناني الذي كان يعتبره عائقا" أمام تقدّم اللبنانييّن.

ومع مجيء تسوية الطائف، ترأّس تحرير ملحق النهار الأسبوعي، فكان غنيّاً بمقالاته، متنوّعاً في مواضيعه، تعكس الأقلام المشاركة فيه نخبة المثقّفين اللبنانيّين والعرب، وسبق أن كان مسؤولاً ثقافيّاً في جريدة السفير.

ثمّ كان مسؤولاً أساسيّاً في مجلّة الدراسات الفلسطينيّة، وقد سهر على مواكبتها وتعزيزها بالدراسات المدافعة عن عدالة تلك القضيّة. وكان صديقاً لكبار المثقّفين الفلسطينييّن. ومارس التعليم العالي في جامعات لبنانيّة وغربية.

خاض غمار الرواية فأنجز أكثر من 12 مؤلفاً  يؤكّد على أهميتها ترجمتها إلى أكثر من عشر لغات عالميّة. وقد نال الكثير من الجوائز العربيّة والدوليّة اقراراً بطليعيّة أدبه.

في كل مسيرته النضاليّة والأدبية وقف الراحل مع حريّة الرأي والكتابة ضد كل أجهزة القمع والإلغاء. وكان مشاركاً فعّالاً في الكثير من المعارك ضد أنظمة وأحزاب متنوّعة.

       في مواقفه وفي أدبه عكس الياس خوري مأساة القضيّة الفلسطينيّة، ومحوريّة الدفاع عن حريّة الرأي. وهذا هو جوهر القضيّة اللبنانيّة.

من هنا، فإنّ لبنان، برحيله، يخسر واحداً من كبار أدبائه، ومناضلاً إنسانيّاً لم يساوم يوماً على القيم الكبرى التي آمن بها.

وبدلاً من أن يساهم، من موقعه الفكري المتقدّم، بمواجهة المشروع الصهيوني الذي يمعن في جريمة الإبادة الجماعيّة في قطاع غزّة، ويتهيّأ للإنقضاض على الضفّة الغربيّة لفلسطين وجنوب لبنان، ها هو يغيب عن ساحة المواجهة تاركاً تراثاً غنياً من الإنتاج الأدبي والفكري الذي يتمتّع بإطلالة عالميّة لافتة، ومواقف إعلاميّة لها نكهتها المميّزة في صحافة بيروت.

رحمك الله أيها الصديق الياس خوري. والحركة الثقافية – أنطلياس تتقدّم من عائلتك ومحبّيك بأعمق مشاعر التعزية والمؤاساة.

 أمانة الإعلام

 

الحركة الثقافيّة - انطلياس