كلمات افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب
المهرجان اللبناني للكتاب – دورة 37
الياس كساب / الافتتاح
حضرات السادة:
- ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ، معالي الدكتور غطاس خوري،
- ممثل دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ، سعادة النائب غسان مخيبر،
- ممثل دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري، معالي الدكتور غطاس خوري،
- ممثل غبطة أبينا البطريرك ، نيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، سيادة المطران كميل زيدان السامي الأحترام،
- ممثل رئيس عام الرهبنة الانطونية، قدس الأباتي مارون أبو جوده، حضرة المدبّر الأب نادر نادر،
- أصحاب السعادة النواب وأصحاب المعالي الوزراء، الحاليين والسابقين، وأصحاب المقامات الدينية والروحية،
- رئيس بلدية أنطلياس– النقاش ومخاتيرها، وسائر الفعاليّات البلدية والإختيارية،
- ممثلي القيادات العسكرية والأمنية،
- ممثلي السلك الدبلوماسي والقنصلي،
- رؤساء وممثلي السلطات القضائية والمؤسّسات الأكاديمية، والهيئات الحزبية والاقتصادية والإجتماعية والنقابية والثقافية،
- ممثلي وسائل الاعلام كافة.
يطيب لي أن أحييّكم شاكراً لكم حضوركم هذا الاحتفال، وراجياً أن تعتبروا هذا الترحيب الاستهلالي والتفصيلي في بداية لقائنا ، صادراً باسمي وباسم سائر زملائي أعضاء الحركة الذين سيتناوبون على الكلام في هذا الافتتاح ، كما نعتذر سلفاً عن أيّ خطأ أو سهو غير مقصود قد يصدر عنا. فكلّكم ، سواء بصفتكم الشخصية أم بصفتكم التمثيلية، أعزّاء وأصدقاء، شرّفتم الحركة وهذا الصرح الثقافي بحضوركم... لكم منّا أصدق آيات المودّة والإحترام والتقدير، وأجمل عبارات الترحيب.
في سنته السابعة والثلاثين ، يعود المهرجان اللبناني للكتاب، ربيعُ الحركة الثقافية المتجدّد مع كلّ آذار، ليشكّل فسحةً ثقافيةً، مشرّعةً أبوابها أمام محّبي المطالعة ومقدري اللقاءات والندوات الفكريّة والتكريميّة، والنشاطات التربوية الهادفة.
يعود لحناً جميلاً ، يعلو إيقاعه على أنين وطن تعب من الوعود البرّاقة، وهو ينشد مُنجزات تُحدث تغييراً جوهرياً في حياته اليومية،
وطن تشوّه صورته الخارجية أحياناً تقارير انتشار الفساد، وتنامي المديونية العامة، وغياب التشريعات التحديثية، وتواتر القلاقل الأمنية،
وطن تعب من وجع أبنائه، وهم يبحثون عن عيش كريم في الداخل والخارج، فيما الضرائب تنهش دخلهم المتآكل، فيماعبء ضحايا الصراعات الإقليمية من النازحين واللاجئين يُضعف قدرتهم على مزيد من الإحتمال والصمود.
يعود المهرجان حاملاً هموم شباب لبنان الجامعي، الذي يتخرّج وعينه على سلّم الطائرة، بحثاً عن فرصة عمل تقيه شرّ البطالة والعوز، بخاصةً إذا لم تتوافر فيه شروط التبعية والإستزلام لأمراء الطوائف.
يعود الهرجان حاملاً معه راية الكتاب واليراع، مروّجاً لنتاج المؤلّفين ، ناشراً الكلمة والفكر على مساحة الوطن كلّها، ومحافظاً على تراث لبنان الإبداعي، ومساهماً في تربية الناشئة وإعدادهم لمستقبل واعد.
أيّها الحضور الكريم ،
في هذا الجو الإقليمي الملبّد، وفي ظروف محلية بالغة الصعوبة، تسعى الحركة الثقافية – أنطلياس، مع سائر الهيئات الثقافية والفكرية والتربوية الملتزمة، الى إضاءة شمعةِ أملٍ دائمة، من خلال المهرجان السنوي للكتاب، هذا المهرجان الذي يزداد نجاحاً واستقطاباً سنة بعد أخرى، والذي بات تظاهرة ثقافية وطنية بامتياز، وحدثاً بارزاً ينتظره اللبنانيون ويتابعونه ويشاركون في أنشطته وانجازاته من مختلف المناطق اللبنانية.
أهلاً بكم في المكان الذي يجمع الكتاب بقرّائه والثقافةَ بأهلها ومحبّيها، لنفتتحَ معاً، برعاية فخامة رئيس الجمهورية، ممثلاً بمعالي وزير الثقافة ، المهرجان اللبناني للكتاب في دورته السابعة والثلاثين – دورة وجيه نحلة.
_____________________________________________________
كلمـة أمين عـام
الحـركة الثقافيـّة – أنطلياس
جورج أبي صالح
في افتتـاح
المهرجـان اللبنانـي للكتـاب
السنة السابعة والثـلاثون
3 آذار 2018
أيّها السيّدات والسادة،
اليوم، تفتتح الحركة الثقافية – أنطلياس الدورة السابعة والثلاثين للمِهرجان اللبناني للكتاب، فتتحوّل أنطلياس عاصمةً للثقافة في لبنان وديرُ مار الياس محجّةً ثقافيّة لجميع اللبنانيّين.
أيّها السيّدات والسادة،
بدايةً، نودّ أن نعرب عن امتناننا العميق لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تكرّم للسنة الثانية على التوالي برعاية مِهرجاننا اللبناني للكتاب، في إشارة تشجيعٍ لحركتنا، ونشاطر سائر اللبنانيّين الرجاء بأن يُثمر عهدُ فخامته حصاداً وفيراً من المنجزات، كما يسرّنا أن يمثّل فخامتَه ودولةَ رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري في هذا الإحتفال معالي الوزير الدكتور غطاس خوري الذي نحيّي جهوده في تأدية مهام وزارته، ونعرب له عن شكرنا لإدراج حركتنا على لائحة الهيئات الثقافية الوطنية المستفيدة من دعم مالي من الوزارة. كما نتوجّه بالشكر إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري الذي تكرّم بإيفاد سعادة النائب صديق حركتنا الأستاذ غسان مخيبر، لتمثيله ومشاركتنا حفلة الإفتتاح هذه. فبهم جميعاً وبكل السيدات والسادة الحاضرين الترحيب والتأهيل.
وفي هذه المناسبة، نجدّد التعبير عن بالغ احترامنا وعمق عاطفتنا البَنوية لصاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، الذي شاء أن يتمثَّل بيننا بسيادة المطران كميل زيدان الذي يحلّ مكرَّماً بين أحبّاء وأصدقاء، كما نعرب عن خالص امتناننا وتقديرنا للرهبانيّة الأنطونيّة، حاضنةِ حركتنا منذ نشأتها عام 1978، ممثَّلةً بشخص حضرة المدبّر الأب نادر نادر الذي يشرّفنا في داره حيث لجميع الآباء الأنطونيّين الذين تعاقبوا على رئاسة هذا الدير وهذه الحركة بصماتٌ خيّرة راسخة؛ وشكرنا موصول لسائر الفعاليّات والمقامات والشخصيّات السياسيّة والدبلوماسيّة، والقضائيّة والدينيّة والعسكريّة، والنقابيّة والبلديَّة والإختياريّة، والأكاديميّة والإعلاميّة التي لبّت دعوتنا إلى افتتاح هذا المهرجان.
أيّها السيّدات والسادة،
كالعادة، نغتنم هذه المناسبة السنوية لمكاشفة الرأي العام ببعض همومنا والإهتمامات، التي يجدر التوقّف عندها.
أولاً، في شأن الكتاب: إن الكتاب، على الرغم من تطور تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليميّة والتثقيفيّة وأعمقها تأثيراً. وفي هذا السياق، نودّ التشديد على أهميّة انتشار المكتبات الأهلية وتعزيزها في المدن والقرى اللبنانية، كما نلفت الى ضرورة استمرار وزراة الثقافة في تنظيم أسبوع وطني للمطالعة، بالتنسيق مع وزارة التربية والقطاع التربوي الخاص والسلطات المحليّة والهيئات المعنيّة. فللمطالعة دورٌ مهم في تكوين التفكير المنهجي المعمّق، وتلقين قواعد الكتابة السليمة وتنمية الحسّ الأدبي والنقدي، وبالتالي في تكوين ثقافة الفرد وإغناء ثقافة المجتمع.
ويسرّنا أن تكون المباريات التي باشرنا تنظيمَها منذ الدورة الماضية في الإملاء والإلقاء الشعري والأداء المسرحي باللغتين العربية والفرنسية قد لاقت استحسان إدارات المؤسّسات التعليمية، التي تبدي اهتماماً متزايداً بإشراك تلامذتها في هذه الأنشطة المفيدة، والتي من شأنها تحسينُ المستوى الثقافي لناشئتنا.
أيّها الأصدقاء،
تواجه صناعة الكتاب في لبنان عوائق جمّة يتطلّب تذليلُها تضافــرَ جهود أطرافٍ عدّة، لئلاّ تفقد بيروت صفةَ عاصمة الطباعة والنشر في العالم العربي، في الوقت الذي تواجه الصحافةُ الورقيّة اللبنانيّة أزمةً وجوديّة، وحريّةُ التعبير تعدّياتٍ سافرة ومرفوضة. ومعلوم أن هذه السّمات كانت على الدوام من أبرز العلامات الفارقة والمزايا التفاضلية لوطننا في محيطه الإقليمي والعالم.
ثانياً، في الشأن التربوي: ثمّة ظاهرة تربويّة سلبيّة آخذة بالتفاقم، وهي تتهدّد أهمّ ثروات لبنان، أي رأسمالَه الإنساني، الذي يظلّ هو الأثمن والأبقى. فعلى الرغم من الآمال المعلّقة على الموارد الطبيعية الموعودة، فإن هذه المواردَ قابلةٌ للنفاد، خلافاً لثروتنا البشرية التي يتعيّن علينا الإستثمار الدائم والحكيمَ في تعظيمها، لأنَّ عليها يتوقّف كسبُ رهان المستقبل. ولكن، بدلاً من أن يتمّ التركيز تربوياً على تحديث مناهج التعليم الأكاديمي العام والمهني، وتطوير الكتاب المدرسي وطرائق التعليم والمختبرات والإمتحانات وإعداد المعلّمين وتدريبهم وتوفير شروط البناء المدرسي السليم وعلى الربط التفاعلي بين مخرجات نظام التعليم ومدخلات أو متطلّبات سوق العمل المحليّة والإقليميّة، نلاحظ أن الجهود تنحصر منذ سنوات طويلة في تعيينات الإداريّين والمعلّمين ومناقلاتهم ورواتبهم بحيث بات التعليم الرسمي للأسف قناة من قنوات التوظيف السياسي الزبائني في القطاع العام. وغالباً ما يتمّ ذلك على حساب الكفاءة والجدارة. وإذا استمرّ المسار الإنحداري لمستوى التعليم في القطاع العام، يُخشى أن تصبح المدرسة الرسميّة متخصّصةً في تعليم الجهل، وأن تغدوَ منبوذةً من قبل العاملين فيها وعموم المواطنين. فالتعليم الرسمي يكاد يفقد كامل الرصيد الإيجابي النسبي الذي راكمه على مدى عقود سابقة.
وفي رأينا، إن جوهر حلّ القضية التربويّة في لبنان يكمن في تحسين جودة التعليم الرسمي لزيادة قدرته التنافسيّة وتوفير تكافؤ الفرص التعليميّة وتعزيز ديموقراطيّة التعليم. ولتحقيق ذلك، لا بدّ من خطة تربويّة هادفة على المديَيْن القصير والمتوسط، وهو أمر نأمل أن يُدرَج على جدول أعمال المعنيّين.
وفي هذا السياق، نتطلّع الى أن تجد المشكلة الناشئة منذ صدور القانون رقم 46 بين الأطراف الثلاثة المعنيّة بالعملية التعليمية، أي إدارات المدارس الخاصة وأولياء التلامذة والمعلّمين، حلاًّ سريعاً، منطقياً وعادلاً لها، ونخال أن مثل هذا الحلّ ممكن فيما لو ساد التعقّل والواقعيّة والإلتزام، والحرص على مصلحة المتعلّم قبل سواه.
ثالثاً، في الشأن الوطني العام: مؤخّراً، مرّلبنانبظرف بالغ الدقّة والخطورة، إذ كادت عبارة واحدة تُعيد البلاد الى الإنزلاق في "حرب داحس والغبراء" في جوّ من الإحتقان المذهبي البغيض، زعزع الأمان المجتمعي وجمّد الحركة الإقتصادية لفترة غير قصيرة ولأسباب "غير وجيهة". ولئن كانت هذه الواقعة، على بساطتها الظاهريّة، تنمّ عن أداء القوى السياسيّة اللبنانيّة التي ما تزال تستخدم الخطاب الطائفي لتعبئة قواعدها واستقطاب التأييد الشعبي لها، فإنها تكشف في الوقت ذاته هشاشة مقولة الإستقرار بركائزه الثلاثة، السياسيّة والأمنيّة والإقتصاديّة. ومن مفارقات أحوالنا أن يكون تصريحُ وزير الدفاع الإسرائيلي حول استثمار مواردنا الطبيعيّة في جنوب لبنان هو الذي أتاح، هذه المرّة، فرصةً انتهزها رئيس الجمهورية للحؤول بحكمة دون الإندفاع الطائش نحو مزيد من توتير الشارع وجرّ البلد الى نزاع داخلي دامٍ. وهذا الواقع المخزي دفع ببعض الغيارى على تماسك النسيج المجتمعي اللبناني الى أن يردّدوا بتهكّم وأسى" شكراً ليبرمان".
أجل، من المؤسف بل من المرعب أن يكون الإنتماء المذهبي/الطائفي لا يزال يتقدّم على الإنتماء الوطني، بأشواط ٍبعيدة، بعد نحو ثلاثةِ عقود من انتهاء الحرب اللبنانية. ولا شكّ في أن انفجار النزاعات الإقليميّة، بسماتها الطائفيّة والإتنيّة المعروفة، ساهم في إشاعة هذا المُناخ وتعزيزه، لكنّ تربتنا الداخلية مهيَّأة. وهذا ما يُلقي على القوى التنويرية وهيئات المجتمع المدني والمؤسّسات التربويّة والجامعيّة أعباءَ ومسؤولياتٍ كبيرة، على مستوى التوعية والتنشئة الوطنية، ما دامت القوى السياسيّة بمعظمها تجد مصلحةً لها في تأجيج هذا المُناخ واستغلاله، بدلاً من العمل بتبصّر على إحداث تغيير تدريجي في البنية الذهنيّة للمواطن اللبناني وفي سلوكيّاته اليوميّة حرصاً على السلم الأهلي ووحدة الوطن والدولة.
وفي الحقل الوطني إيّاه، نشاطر اللبنانيّين تخوّفهم من تنامي ظاهرة ربط الداخل بمصالح الخارج. صحيح أننا لسنا في جزيرة، وأن ثمّة قضايا استراتيجيّة يجدر بنا مواصلة الإلتزام بها من ضمن المنظومة العربية، لكنّ استقرارنا وازدهارنا ومستقبلنا رهنُ وعينا وحكمتنا وقدرتنا على تحييد أنفسنا عن صراعاتٍ إقليميّة ذات أهداف فئوية لا تعنينا، وعلى صون تماسكنا دفاعاً عن كيان لبنان وعن مصلحة الوطن العليا، لا عن سواها.
رابعاً، في شأن الإستحقاق النيابي: إن اللبنانيّين مدعوون قريباً الى تجديد السلطة التشريعية القائمة استثناءً منذ تسع سنوات.وبصراحة، كنّا نشارك العديد من المواطنين الآمال بأن يصدر قانون جديد للإنتخابات النيابيّة من شأنه أن يؤمّن صحة التمثيل الشعبي وأن يُسهم في تطوير نظامنا السياسي. غير أن الخيبة التي ولّدها إقرار قانون هجين تشوبه شوائبُ عدّة، ولا نجد مكاناً له في تصنيفات علم السياسة، لا تمنعنا من حثّ المواطنين على المشاركة في الإستحقاق النيابي المقبل، وفي الوقت ذاته، على مواصلة النضال بمختلف الوسائل الديموقراطية المشروعة من أجل قانونٍ أفضل وأكثر عدالةً وفعاليّةً. وفي هذا السياق، يهمّنا لفت الإنتباه الى ظاهرتين خطيرتين، تُبرزهما الإتصالات الجارية لتشكيل اللوائح الإنتخابيّة، والتي تبدو للمراقب مُثقلةً بالتناقضات والمفارقات:
أ)- الظاهرة الأولى، ازدياد التوجّه نحو اعتماد امتلاك القدرات المالية الكبيرة معياراً أساسيّاً بل أوحد أحياناً لتبنّي المرشّحين على لوائح القوى المهيمنة، ويُخشى أن يصبح المجلس النيابي نادياً لأصحاب الرساميل الساعين وراء الوجاهة والمصالح الإقتصادية الخاصة على حساب أصحاب الرؤى والكفاءات التشريعيّة الهادفة الى الإستجابة لتطلّعات الناس وتأمين الخير العام. فحذارِ أن نصل الى سلطة تشريعيّة بلا مشرّعين! وحذارِ أن يؤدّيَ هذا المنحى في تغليب حصة أصحاب المال والأعمال داخل الندوة البرلمانية الى مُفاقمة الفساد الذي بات الآفة الكبرى التي يشكو منها المواطنون في الداخل والمراقبون والمانحون الدوليّون في الخارج.
ب)- أماالظاهرة الثانية، فهي خلوّ الخطاب السياسي لمعظم القوى الأساسيّة من المشاريع والطروحات العمليّة والملموسة لمعالجة الكمّ الهائل من المشاكل الإجتماعية والإقتصادية التي يعانيها اللبنانيّون منذ عقود، والتي أصبحت معروفة لكثرة تكرارها. فالمطلوب ليس المزيدَ من التوصيف، بل القليل من البرامج الإنمائية والحلول العلميّة الناجعة.
أيّها السيّدات والسادة،
بواقعيّةٍ بعيدة عن ثنائية التفاؤل والتشاؤم، نقرّ بأن النُخب اللبنانيّة الواعية باتت على يقين من أن القوى السياسيّة الأساسيّة القابضة على زمام السلطة منذ عقود، في نظام قائم على تقاسم المغانم وتنتفي فيه الحدود بين موالاة ومعارضة، هي قوى قاصرةٌ الى حدّ كبير عن تلبية طموحات اللبنانيّين المشروعة الى بناء وطنٍ منيع، سيّد، مستقلّ، منفتحٍ ومتفاعل إيجابيّاً مع محيطه العربي والعالم المعاصر، والى إقامة دولة قادرة تحتكر استخدام السلاح وتتحكّم بقرارها الأمني والدفاعي، وتتأمّن فيها مقوّمات النمو الإقتصادي المتوازن والمستدام، بحيث تتوافر لأبنائنا وبناتنا فرصُ العيش الكريم واللائق، فلا يشعر شبابُنا بالغربة في وطنهم، فيُنشدون الإغتراب عنه.
عسى أن تسهم الإستحقاقات القادمة في تبديد هذا الإنطباع وفي تغليب قوىً سياسية قادرة على عكس المنحى السائد في حياتنا الوطنية العامة. وفي الإنتظار، لا يسعنا، مع سائر القوى الحيّة في مجتمعنا، غير أن نواصل قرعَ الجرس، أملاً في أن يتصاعد ذات يوم الدخانُ الأبيض.
وشكراً لكم.
__________________________________________________________________
كلمة وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري
يسعدني بدايةً، أن أنقل إليكم تحيات كلّ من فخامةَ رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ودولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري، اللذَين شرّفاني فكلّفاني تمثيلهما بينكم.
السيدات والسادة،
أيها المثقفون الروّاد،
اليوم عيد، عيدٌ للكلمة، تجدّدونه كلَّ سنة، عيدٌ يرغبُ كلُّ معنيٍّ بالكلمة، أن يشاركَ فيه، وأنا منهم.
لكن دعونا نخرجُ من أدبياتِ الثقافة في لبنان، والتغنّي بأننا أربابُ الحرف، إبداعاً وتصديراً وإنتاجاً متنوعاً، وأننا أولُ المستقبِلين في الشرق للمراكزِ التعليميةِ الراقية، وأننا حَضَنّا الكثيرَ من المفكرين والأدباءِ والباحثين، في أكثر من لغة، ومنهج، ورؤية.
بل دعونا، رغم هذا التاريخِ المجيد، الذي نفخَرُ به ونعتزّ، أن نتحدثَ عن الواقعِ اليوم.
فاليوم، يكادُ الكتاب أن يكونَ في أزمة، أزمة تأليف ونشر، وهو في مؤسساتِنا التعليمية يعيشُ أزمةً أخرى، ليس أقلّها: القراءة واللغة.
من هنا، ومن هذا الموقعِ المنير، الذي تريدونه في الحركة الثقافية، ضوءاً يشعُّ، ووفاءً يُعتمد، وحقيقةً تصرخ، نجدُكم من المتقدِّمين جداً، بل من الروّاد، لهذا العملِ الثقافيّ الكبير، الذي ما زال صامداً من نجاحٍ إلى نجاح منذ 37 سنة، ومن رمزيةِ انطلاقِه ومتابعتِه، في كنيسة مار الياس انطلياس.
.
إن وزارةَ الثقافة، إذ تحَيّ فيكم هذه الأصالة، وهذا الإصرار على المتابعة، وهذه الخصوصية بحضانةِ الكتاب والكتّاب، والاحتفال بالمبدعين المكرّمين، هي فخورة بإنجازكم. فأنتم تقدّمون نموذجاً رائعاً للعملِ الثقافيِّ المؤسساتيّ.
عشتم، عاشت الثقافة عنواناً للبنان الحالي، والواعد... عاش لبنان
____________________________________________________________
كلمة الأباتي أنطوان راجح في افتتاح مهرجان كتاب الحركة الثقافيّة (3 آذار 2018)
"يعاني بعضُ الشعوبِ تضخّمًا في الذاكرة"، يقول تودوروف، "وفي ذلك سرُّ شيخوختِه"، أمّا حركتُنا الثقافيّة-انطلياس، فتعاني تضخمًا في "الناسية"! وفي ذلك سرُّ شبابها، وسرّ بقائها، على أكثرِ من صعيد، فتيّةً، مقدامة، مثابرة، تمتطي الزمنَ وتعاندُه،درءًا لأيِّ اقتلاع ثقافي قد تحمله وسائلُ التغذية الفكريّة، بل التعبئةِ الذهنيّة، الطاغيةِ راهنًا.
فالحركةُ تنسى، أو تتناسى، كمَّ ما فعلته وضجّت به منذ تأسيسها، أي منذ أربعينَ سنةً، بما يسمحُ لها بأن تتربّعَ على عرش إنجازاتها، وأن تتشدّقَ بحسن سمعتها، أو تتبرقعَ بمرجعيّـتها التفاكريّة. فهي لم تبن برجًا يرقد فيه الفكرُ لتفقدَ الحركةُ ديناميَّتها وكلَّ تفاعل أو شهادة. فتراها تثابرُ في النضال بحراك محموم،وكأنّها في سنواتِ انطلاقتها الأولى، في سبيلِ تطوير النقاش العام، وضبطِه على إيقاع الموضوعيّة، والسموِّ به عن المهاترات المؤذية. وتجهدُ في مساءلة نفسها، وفي نشرِ كلماتها والحواراتوتعميمها، فتقارعُ بقلمها الاستبداد وتهفو الى الحريّة، كما يقول رئيف خوري، حافظةً منبرها مطيّةَ العقول المفكّرة والقلوبِ الخافقة بالحقيقة.
إنّ المداومةَ والمثابرةَ فضيلتان نادرتان في هذه الأيّام، التي تنتشر فيها، ثقافةُ الموقّت والتراجعُ والنكثُ بالعهود.
والمثابرةُ، في أساسها ثلاثة:
1- الاستمرارُ في العمل
2- بذلُ المحاولات المتكرّرة
3- الإعادةُ مع بعضِ التغيير اللازم
وكيف إذا اقترنت هذه الثلاثةُ بالمهارة والكفاءة والديناميّة المجّانيّة.
والواقعُ أنّ البشريّة تعيش، في هذا الوقت، منعطفًا تاريخيًّا نقرّ بتقدّمه الحاصل في الميادين المختلفة. تحقّقت قفزاتٌ هائلة، نوعًا وسرعةً وتراكمًا، في التجديدات التقنيّة وفي سرعة تطبيقها. وإذا كان من الواجبِ مدحُ هذه النجاحات التي تُسهم في رفاهة الأشخاص، يبقى أنّنا لا يمكن أن نتجاهلَ أنّ القسم الأكبر من رجال عصرنا ونسائه يعيشون حالةَ عدمِ استقرار، وغيابَ سكينة، واقتلاعَ قناعة، مشؤومةِ العواقب. ينطفىء فرحُ الحياة في جماعاتنا، ويزدادُ التمايزُ الاجتماعي، فيغدو الهمُّ صراعًا للحياة، وغالبًا مع قلّة من كرامة.
نُظمٌ تعتبر الكائنَ البشري سلعةَ استهلاكٍ تُستخدم ثمّ تُرمى، بإطلاق ثقافة "النفايات" وتعزيزها. اقتصادُ إقصاء وتفاوتٌ اجتماعي يقتل. رواياتٌ جديدة في صنميّة المال وفي دكتاتوريّة اللحظة. وفي المقابل دفاعُ بعضٍ عن نظريّات "النكسة الملائمة"، لأنّ ثقافةَ الرفاهة، والاستسلام تخدّرنا.
لقد سيطرَ استبدادٌ جديد خفيٌّ، يفرض شرائعَه وأحكامه، يُضاف اليه فسادٌ متشعّب. يتخفّى وراءَ ذلك رفضُ الأخلاق. فغالبًا ما يُنظر الى الأخلاقِ ببعض الازدراء المتهكّم.
أمّا حركتُنا الثقافيّة فتداومُ في مقارعة الاستبداد، وفي التدليلِ بحشمة موصوفة، على الخلق السليمة في العيش الحرّ الكريم، وفي رفع رايات أصحابِ الفكر والفضيلة. ويشهدُ أعضاؤها أن الثقافة، في علاقتها الجوهريّة بالحقيقة والخير، لا يمكن أن تقتصرَ على الأبعاد التقنية المصلحية، بل هي، في مداها الاوّل والأساس-وعلى حدّ قول قداسة البابا يوحنّا بولس الثاني أمام الاونيسكو-المناقبيّةُ السليمة، أي الثقافةُ الاخلاقيّة. من هنا تشكّل الحركة وسواها من الحركات والمراكز الثقافيّة مراكزَ دعم لكرامة الأوطان وشعوبها.
لذا أسعدني كثيرًا أن أعودَ لأعتلي مجدّدا منبر الحركة الثقافيّة، فأحيّي أركانَها، بهيئتيها، العامة والاداريّة، وأفاخرُ بانتمائي اليها، منتظرًا لها دوامَ الازدهار وضمانَ الحيويّة وجرأةَ التجدّد الملائم، خدمةً متواصلة للوطن، بكلّ أطيافه، وللعالم. وأفاخر بالأكثر بانطلاقِ الحركة من حضن دير مار الياس. فهي تحملُ بصماتِ حضنها، بعمقه الوطني، في التزامها قضايا الانسان والوطن، ولئن وسّعت فضاءها، وغدت أساسًا في بنية الوطن العامة وفي أرجاء العالم العربي، فإنّها لم تتنكّر للونها المكاني،فرست نموذجًا للتعاون والتكامل بين الرسالة المسيحيّة، الانسانيّةِ أساسًا، والتوجّهات الوطنيّة والعالميّة.
وأحيّي أيضا جمهورَ هذه الحركة وروّادَ مهرجانها. فالشكر لكم جميعًا على حضوركم ومشاركتكم، شكرا لصاحب الغبطة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي، لممثّله صاحب السيادة المطران كميل زيدان، وله بالأصالة بوصفه راعي أبرشيّتنا، لقدس أبينا العام الأباتي مارون أبو جوده لممثّله حضرة المدبّر الأب نادر نادر،ولصاحب المعالي ولممثّليالقادة العسكريين والأمنيين، والعمداء والنقباء ورؤساء البلديات ورؤساء المحاكم والمحامين والأصدقاء...الخ
والتحيّة الكبرى لراعي المهرجان، فخامةِ رئيس الجمهوريّة، العماد ميشال عون، الذي توسّمنا في صخريّة شخصه، عودةَ الاستقرار، وعدمَ الارتهان والائتمار، والخروجَ من المراوحة، بما يشجّعُ التفكير الهادئ غيرِ المتشنّج بمشكلات النظام والمجتمع وحلولها، فإنّ الملكَ الفطِنَ ثباتُ الشعب يقول سفر الحكمة (سفر الحكمة 6، 26)، وإنّ الحكمةَ ذاتُ بهاءٍ ونَضْرةٍ لا تذبُلُ ووجدانُها سَهْلٌ على الذين يلتمسونها (الحكمة، 6، 13).
معه نفكرّ بالأكثر في كيفيّة تفعيل دورِ الرئاسة وهيبتها، لا على الصعيد الوطني الداخلي وحسب، بل انطلاقًا من موقعها المميّز والعميق الدلالات في العالم العربي، توجِّههه بسموّ فكرها وتجربتها، ولا تستجدي رضاه أو تأتمر بتوتّراته والنـزعات. أملنا سيبقى كبيرًا، لن نفقدَه، ولا العزيمة، مهما تحكّم اللاعبون.
_______________________________________
المهرجان اللبناني للكتاب/ الحركة الثقافية -أنطلياس
السّنة السّابعة والثّلاثون 2018- دورة وجيه نحلة
الافتتاح السّبت 3 آذار 2018
كلمة أمين المعرض الأستاذ منير سلامة
حضرة ممثل فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون وممثل دولة رئيس الحكومة السيّد سعد الحريري، معالي وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري المحترم،
حضرة ممثل دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري، سعادة النائب غسان مخيبر المحترم،
حضرة ممثل نيافة البطريرك بشارة الراعي، سيادة المطران كميل زيدان السامي الاحترام،
حضرة ممثل قدس الأباتي مارون أبو جوده الرئيس العام للرهبنة الانطونية، حضرة المدبّر الأب نادر نادر المحترم،
الحضور الكريم، أصحاب معالٍ وسعادة، رجال دين وعدل، ديبلوماسيون وعسكريون وأمنيون، نقابيون وإعلاميون ومثقفون.
أهلاً بكم في افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب في دورته السابعة والثلاثين، والتي تحمل اسم واحد من ألمع مبدعينا، غادرنا منذ أشهر، هو الفنّان الكبير وجيه نحلة.
وجيه نحلة الانسان المرهف والريشة الأرهف والمتألق دائماً، كان من أبرز الحاضرين في نشاطات الحركة الثقافية – انطلياس، ويستمّر حضوره ماثلاً بيننا في لوحة المسيح المصلوب التي تتصدّر قاعة الاستقبال في مقرّ الحركة الثقافية. وغداً الأحد في الرابع من آذار وفي الرابعة من بعد الظهر، ندوة حول وجيه نحلة نستذكر فيها بعضاً من جوانب فنّه وسمات شخصيّته.
أيّها السيدات والسادة،
أربعة عقود مرّت على نشأة الحركة الثقافية – انطلياس، منارةً في عتمة الظلام والجهل التي غرق فيها وطننا خلال سنوات المحنة التي طالت وامتدّت. وها نحن اليوم، بعد أربعين شتاءً، نشعر وكأن التحدّي ما زال في بداياته، ويجد المثقفون أنفسهم أمام تحدّيات الخروج من الموروثات الراسخة التي تعيق تبلور فكرة الدولة على أسس المبادئ الدستورية والقانونية.
ولعلّ الانتخابات النيابية المقبلة بعد شهرين تنبّه المواطنين الى ضرورة النظر بإمعان الى صعوبة الآتي من الأيام، داخلياً وإقليمياً، سياسياً واقتصادياً، فيدققون في خياراتهم بحيث تكون اختياراً حرّاً واعداً بنقلة نوعية في حياتنا العامة، كما تذكّر بعض المسؤولين بأن تداول السلطة من ثوابت الأنظمة الديمقراطية.
أيّها الأصدقاء،
أربعة عقود تراكمت فيها كنوزٌ فكرية وثقافية استطعنا إصدارها في مجموعات خمس، وهي موسوعة أعلام الثقافة، التي ستستكمل بدعمٍ من الأصدقاء وبتشجيع من المساهمين في إصدار هذا النتاج المهمّ، وأخصّ بالذكر بلدية انطلياس بشخص رئيسها السيد ايلي فرحات أبو جودة وبلدية الجديدة – البوشرية السدّ بشخص رئيسها الشاعر والاديب الأستاذ أنطوان جباره وبلديتي الدكوانة وجل الديب وغيرها، التزاماً من السلطات المحلية في هذه المنطقة بتأدية دورها الطبيعي في تعزيز الحياة الثقافية في بيئتها.
أيها الأصدقاء،
نفتتح معاً هذا المهرجان وهو المساحة الثقافية الأعمق اثراً على مساحة هذا الوطن تتحول فيه مدينة انطلياس مقصداً للمثقفين وملتقى لأصدقاء الكتاب. عناوين المهرجان كثيرة من ثوابتها تكريم أعلام الثقافة، الساعة السادسة مساءً، عشر شخصيات برزت في مجالات فكرية متنوعة أدبية وعلمية وحقوقية وفلسفية ومسرحية لمعت لبنانياً وعربياً وفي أوساط دولية.
وتكريم للمرأة في يومها العالمي مع الأستاذة عزّة الحرّ مروة، وفي يوم المعلّم تكريم للأستاذة مرسيل حريز جبّور والأستاذ رياض دكروب. هذا الى جانب عدد كبير من الندوات يومياً عند الساعة الرابعة بعد الظهر بعناوين مختلفة تاريخية وروائية وإعلامية وقانونية وشعرية ومذكرات، بالإضافة الى مناقشة إصدارات وكتب جديدة.
أما النشاطات الصباحية فهي بدورها متنوعة ومخصّصة كلّها لتلامذة المدارس ومواضيعها بيئية وصحية وتراثية ورياضية ومسرحية، بالإضافة الى إجراء مباريات في الاملاء والالقاء الشعري والأداء المسرحي باللغتين العربية والفرنسية، وهي تشكّل محاولات متجدّدة وجدية لاستقطاب طلابنا في مختلف مراحل التعليم ما قبل الجامعي، وقد شجّعنا على تنويع هذه النشاطات النجاحات التي تحقّقت في السنة الماضية. يضاف الى كل ذلك أكثر من 60 مؤلِّفاً يوقّعون على إصدارات جديدة لهم على منصّة الحركة ومنصّات الدور الناشرة.
أما ختام المهرجان نهار الأحد في 18 آذار، فسيكون بلقاء تكريمي وحفلة موسيقية للفنان الكبير عبدو ياغي. وعلى مدخل المهرجان، تحصّص الحركة الثقافية لوحة تذكارية لأعلام ومثقفين كبار غادرونا هذه السنة ولكنّهم باقون في البال.
وفي هذه المناسبة، تُصدر حركتنا، أربعةَ منشورات هي: "كتاب المِهرجان" الذي يضمّ بين دفَّتيه جميعَ أعمال مهرجان العام الماضي (763 صفحة)، و"الكتابُ السنوي" الذي يحتوي على كامل أنشطة حركتنا في الفترة الممتدّة بين نهاية مهرجان 2017 وبداية مهرجان 2018 (320 صفحة)، وكتيِّبُ "أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي"، الذي يعرض السيرة الذاتية للرعيل الثالث والثلاثين من هؤلاء الأعلام الذين تكرِّمهم حركتنا في الدورة الحالية (95 صفحة). بالإضافة الى الجزء الخامس (730 صفحة)، من "موسوعة أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي"، التي بوشر إصدارها منذ سنوات قليلة لما تنطوي عليه هذه الموسوعة من أدبيّات ومعلومات ذات قيمة مضافة في الحفاظ على إرثنا الثقافي الغنيّ.
في الختام، لا بدّ من أن نوجّه الشكر الى كل أصحاب دور النشر والمكتبات والجامعات ومراكز الأبحاث والمؤسسات الرسميّة، من لبنان، وتحيّة ترحيب مميّزة الى دار السلام القادمة إلينا هذا العام من ارض الكنانة، من جمهورية مصر العربية لمشاركتنا هذه التظاهرة، تعزيزاً للثقة المتواصلة بمعرضنا ولاستمرار التعاون بيننا.
وشكرنا الخاص الى رئيس حركتنا، رئيس دير مار الياس- انطلياس الأباتي الدكتور أنطوان راجح ، لما يبديه من حرص دائم وثابت على توفير الدعم اللازم لإنجاح نشاطاتنا كافة.
ولا ننسى بنك عوده ومواكبته المستمرة لنا في دعم حملتنا الإعلامية، كما لا يفوتنا أن نشكر القوى العسكرية والأمنية وشرطة البلدية وكلّ من يساهم في توفير أفضل الظروف الأمنية والتنظيمية في هذا الصرح طوال فترة المهرجان.
أخيراً، شكرنا لجميع العاملين من موظفين ومتعاقدين لتعاونهم وتفانيهم. ولكم أيها الأصدقاء رواد المعرض، لأنه لولاكم لما تحقق أيّ إنجاز ولا تأمّنت استمرارية حركتنا.
والسلام