تكريم معالي البروفسور محمد جواد خليفة
تقديم المحامي جورج بارود للأستاذ مالك الشريف
مالك الشريف.
صحافي ليبي وإعلامي معروف في مجال المرئي والمسموع في المؤسسة الللبنانية للارسال LBCI.
شغل منصب مدير الاعلام الخارجي في الهيئة العامة للاعلام والثقافة والمجتمع المدني، ومدير الاعلام الالكتروني في هيئة الاعلام الالكتروني في الحكومة الليبية المؤقتة.
عمل مديرًا للمكتب الاعلامي لرئيس الاركان للقوات المسلحة الليبية.
قدّم خدمات وتسهيلات للصحافيين العرب والاجانب كي يتمكنوا من العمل داخل الاراضي الليبية وفقً لقوانين البلد النافذة.
تميّز في مجاله المهني لمساهمته البارزة وإبداعه في مجال الصحافة والاعلام والاخبار.
بعد تداول استقالته من المحطة التلفزيونية LBCIعام 2020 نفى الخبر وقد عزا الامر إلى أسباب عملية ومهنية خاصة به.
إنه الاعلامي مالك الشريف يقدم مكرمنا الدكتور محمد جواد خليفة.
_________________________________________
كلمة الصحافي مالك الشريف في تكريم الدكتور محمد جواد خليفة
كثر يصح فيهم القول إنه انساني لكن قلة تستحق لقب انسان
في معجم التعريف الانساني هو الذي يملك صفات الانسانية باخلاقها وعواطفها النبيلة فما بالكم بالانسان بحد ذاته.
هو انسان بكل ما للكلمة من تجربة .. وانا شاهد
عشرون عاماً واكثر وعقلي وعيناي ويداي شهود معي على ذلك والعد مستمر ما بقي من روح.
قبل ان أسترجع معكم تلك السنوات العشرين بحلوها ومرها دعوني اعود الى الماضي البعيد.
هل تعلمون ماذا يعني ان ينهي ابن مدارس الصرفند الجنوبية تعليمه ويقرر دراسة الطب في الجامعة الاميركية؟ هل تعلمون ماذا يعني الاصرار على التعلم رغم ضعف الاماكانات المناطقية في زمن حرب قطعت اوصال البلد؟
لكم ان تتخيلوا ان ابن تلك البلدة التي ترمي تعبها عند البحر قرر ان يحارب التعب وان يواصل تعليمه ليقول إن حدوده ابعد وابعد.
الرحلة لم نتطلق في التعليم الجامعي وإنما بعده.
يوم قرر محمد جواد خليفة في زمن الخروج من الحرب ان يعالج كل شيء.
بدأ بمرضاه وجرحاه ليصل الى البلد.
صحيح ان العلم مطلوب لإستكمال المسيرة ولو في الصين لكنه ذهب هنا .. الى بريطانيا حيث تابع الدراسة
من جامعة Watford الى مستشفى saint Thomasتنقل بين متابع للدراسة واستاذ محاضر حتى وصل الى زميل مشارك في الابحاث في جراحة وزراعة الكبد في جامعة royal free school of medicineوking’s college university of London
8 سنوات من الغربة كانت كافية ليحزم حقائبه ويعود الى الحب الاول .. الى البيت الاول .. والى المشروع الاول.
عاد الى بيروت ليلتحق بكلية الطب مستشفى الجامعة الاميركية في لبنان.
وهنا بدأت الحكاية من جديد
كبد وراء كبد راكم امام محمد خليفة قلباً وراء قلب ونجاحاً طبياً خلف نجاح
غريبة هي الكاريزما
يقال إن المريض يتعلق بطبيبه لانه يراه المنقذ في الساعات الصعبة
لكن محمد خليفة امام مرضاه اكثر من سوبرمان
هو ليس المنقذ فحسب بل هو يد الطمأنينة وابو ضحكة جنان بالمصري.
"يقبرني الحكيم" هكذا تصفه صديقة مشتركة انتشلها محمد خليفة من موت محتم في بدايات الالفية الثالثة وهي كانت فاتحة معرفتي به بشكل مباشر.
قبل ان انتقل الى خليفة الوزير سأستكمل بعض الشهادات علّها تذكرنا بالمؤكد، أنه في بيتنا الوطني بطل.
بيننا اليوم عضو في الكلية الملكية للاطباء والجراحين في بريطانيا
عضو في جامعة الجراحة الاميركية
مستشار للكلية الملكية للجراحية في الشرق الاوسط وشكال افريقيا
عمل مستشارا في منظمة الصحة العالمية وكان رئيساً لمجلس وزراء الصحة العرب
طبيب للملوك والرؤساء - منهم من نعرف ومنهم من لا نعرف ولن نعرف – لانو بيعذب ليحكي ...
عام 2004 عيّن وزيراً للصحة حتى العام 2010 لثلاث حكومات متتالية وهي المرحلة التي تعرفت فيها بشكل مباشر على رجل الدولة محمد خليفة
رجل الدولة في غياب دولة.
كانت الصحة للمستشفيات الخاصة. بقدرة وزير افتتحت معظم المستشفيات الحكومية. جلت معه من عكار حتى شبعا وبنت جبيل
ما شاهدته عيناي جعلني اتأكد اننا لن نبني دولة الا بصعوبة.
مستشفيات مغلقة، معدات مهملة، مركز صحية تفتقر الى ابسط مقومات الصمود ومصاريف تذهب هنا وهناك.
بعد محاربة للكوكب بواسطاته جميعها
افتتحت المستشفيات الحكومية
انشأت شبكة الرعاية الصحية انجزت اعمال المكننة الالكترونية في وزارة الصحة بعد ان كانت تعتمد على الاوراق، وانا اعلم تماما كم الاوراق التي كانت مجمعة في الطوابق السفلية للبحث بها.
اصدر السجل الوطني للامراض السرطانية والامراض المعدية بعد انتظار لاكثر من 30 سنة
تم اعتماد تسجيل الدواء ما خفض الفاتورة الدوائية 30 بالمية
العمل على اصدار تامين صحي الزامي المعروف ايضاً بالبطاقة الصحية وقد تمت دراسة هذا التامين وتهيئة البنية وزارة الصحة لاصداره وتم تبني مشروع القانون في موازنة 2010
بإختصار تبين لنا في وزارة الصحة انو .. اعطي خبزك للخباز بس مع محمد خليفة .. بيدفعلك فوقو
دخل الوزارة طبيباً وخرج بإسم مطرز من ذهب في السياسة.
حكاية بسيطة لرجل حول لبنان الى حكاية
تقدم في الترتيب العالمي في مجال الاستشفاء
تجربة استفاد العالم منها في مشاريع التمويل الصحي
حتى بعد تركه للوزارة .. عمله حاضر.
اتعلمون مبنى وزارة الصحة كيف بني وكم وفّر على الدولة؟
اتعلمون لماذا في موقعه الملاصق لمستشفى رفيق الحريري الحكومي؟
اتعلمون كيف واجه مستشفى رفيق الحريري الكورونا ؟ وبأي معدات وبأي اقسام ؟
اتعلمون كيف اثبتنا كارثة الطائرة الاثيوبية اننا جديرزون بأن نكون نموذج في خطط الطوارئ؟
دعوني اخبركم بما تيسر لي من معلومات.
......
فيه دعاية قديمة كانت تقول "مش هين الواحد يكون لبناني"، صراحة مش هين الواحد يكون محمد جواد خليفةً ومش عارف اذا بقدر استعرض كل شي.
من الإنسان الي كلو قلب وضمير، او الناشط او الوزير او رجل الدولة او عميد الكلية او الطبيب او الأب او الصديق
ببلد أرهقته الانقسامات والتكتلات ومجتمع قسمتو الطوايف والأحزاب وناس اختلفت عالسلام والحرب وتقريب الساعة وتأخيرها، فيه شخصية واحدة أجمع الكل على تقديرها، يمكن لان عمل للبنان واحد مش لبنانين، يمكن لان صيته الطيب ملا كل البلد بشرقه وغربه وجنوبه وشماله، يمكن لان عرف يكون سياسي انسان قبل ما يكون انسان سياسي،
التكريم الك اليوم محمد جواد خليفة بس التحية كمان لام وأب زرعوا فيك هيدي الاخلاق
ولزوجة اسمها سوزي وكل حرف منكتبو بهب لانو بيتها مفتوح متل قلبها وهي السند
لجواد يللي مكمل الشعلة ورح يكون دكتور اهم من ابوه ورح يتكرم هون ووين ما كان
للدكتورة جوانا رفيقة ابوها حتى بالمستشفى
لليا يللي كمان مش رح تكون اقل من دكتورة بإختصاصها
وناس كانوا محظوظين انو عرفوك وانا واحد منن.
_____________________________________________
كلمة د. محمد جواد خليفة في يوم تكريمه
أنتم بلادُ الحكايات ِ وينابيع ُالحضارة ِالمترامية بين بحور وجبال .
يا اهلَ انطلياس .. المدينةِ المسكونةِ برهبانِ الزمان والمحروسةِ بأديرةٍ وكنائسَ ومخيلاتٍ شعرية وصروح ٍأدبية ,
لي الفخرُ ان أمّرَ من بينِ حركتِكم الثقافية , المولودةِ بأحرفِ من حرب .. لتنشرَ ثقافةَ الحب ,
وكم تكبرّون َ هذا القلب , عندما تحصدونَ ثمارَ ما تكتبون وتنشرونَ وتبشّرون ولا تعترفون َ بسياسةٍ صنعها روادُ القتال ,
كم جميل ٌ تاريخكُم النابضُ بالتلاقي , والطالع ُمن بلدة ٍ كالقدر : تُقرأ من عنوانِها
من عامية ِ انطلياس ورجالاتِها الذين وحدّوا الكلمةَ والموقف َ والطائفة
واقسموا ذات َحزيران ان الخيانةَ َلن تكون من شِيم الفلاحين َالأكابر , اصحابِ الفخامة الاولى ,
كانوا معاً فنجحت ثورتُهم وباتت معاهدةً لا يطْويها نسيان.
وهكذا انتم ايتها الرعية .. الخارجةُ من رحم اجدادِ العاميةِ وسمعتِها الوطنية
لقد خبرِتمْ قساوة َالارض ورفضتم الهجرةَ من الذاكرة
نشأتم على مخيّلةِ الأيام الممهورة ِ بصخرِ الاجداد ممن كانوا يترصّدون قرصَ الشمس
من اولئك الذين حفروا الصخرَ بدمِ الثورة
وصولا نحو فيالقَ من العشاق , العازفينَ على وتر ِ الماء ..
والذين كتبوا على انهاركِم وشلالاتِكم حكايا الصبا
وعمّروا عليها بحور َالشعر ومواويلَ الأيام ِ الحلوة من الوريد الى الوريد .
ونحن اليوم نقف على مسرح ٍيحمل اسْمَهم
بعدما حمَلونا الى جمهوريةِ البالِ والخيال :
مسرح الاخوين رحباني
ولا نُخْفيكم اننا نعيش جمهوريتَكم
إذ تعذّر علينا انتاج ُجمهوريةٍ اخرى
وحبذا لو كنّا على مواصفاتِكم
وحبِكم للوطن ,
لكنَّنا .. كلنُا لهذا الوطنِ وكلُنا عليه .
وفي كل مرة , نقوم من رماد
لنرسم َ بلادا ً عانى بقيامتِها الأوّلونَ من قبْلِنا..
وبينَ ربوعكِم من هو شاهدٌ على القيامة .
ولا نَغفلُ عن حقيقة ِ نشوءِ حركةٍ ثقافيةٍ مشت على جمر الحرب الاهلية دون َ ان تحترق
إنبعثت من دير ما رالياس انطلياس فكانت صورةً من تمثالِ حرية .. يرتفع في برية ,
فانتم من جيل حرب لم يحارب
واختار ان يكون عاصمةً ًللكتاب والفكرة ِوالتواصل
ورفضَ الاقصاء لا بل شرّعَ فكر َ التبادل ِ وانْ اختلفتِ الطروحات.
غامرتم كثيرا وابحرتم في سفن النشر ودخلتم الجامعات وعاصرتم المفكرينَ وطلائعَ النُخب الشبابيةِ والفكرية, فكنتم القلمَ في زمن الألم ,
وتمسكتم بعزل الثقافة عن الرصاص
وباصطحاب الشباب الى القراءة لا الى المتراس.
كم هو نبيل ٌجهدُكم , ومُقدّر ٌ نضالُكم
وليس لدينا ادنى شك انكم في حربٍ دائمة
وأحدُ اعدائِكم احياناً .. قد يكون سرعةُ التطور الرقمي
التي سحبت منّا سحرُ الكتاب .. رائحةُ َاوراقه
ولذّةُ التصفّح ِمن فصل الى فصل ,
لقد غلبتنا الهواتف ُ الذكية ..وها هو الذكاء ُ الاصطناعي يهددنا اليوم باجتياحِ الادمغة
والانقلابِ على العقول واحتلالِ الفكر .. وانكفاءِ الابداع ,
لا اقول هذا من موقع يناهضُ ما توصل اليه العلم ُمن تطور صناعي ضروري,
بل من قلقٍ على أجيال التقطت هذ التطورَ ولم تحوّلُه الى اداةٍ رديفة,
استسهلت ِ الاتكالَ .. فصارت لعبةً ًيديرُها رقم.
فلا نَدع فكرَنا يتصحّر , اذ لا أحدَ قادرا على ان يكون أنتَ بلحمك ودمك ,
بمشاعرك وابداعك.
وبشهادة طبية فإن أصل َالبشرية .. ادمغةٌ ٌلا بديل َمنها ، هي الفكرة والاختراع ، هي الاحساس والمشاعر ..
والتي للاسف باتت نادرة ًواحياناً مفقودةً في الكثير من المحافل والمجتمعات.
من هنا ، نهجرُ الكتاب، نجافي المعارضَ ، ننصب العداءَ للتلاقي .
ومن هنا ، من الحركة الثقافية في انطلياس نُطلق الدعوةَ للعودة الى الاصالة والاصول
والإلفة واللمّة والوحدة التي لطالما كانت عنوانا ً لهذا الصرح الثقافي العابر للطوائف .
فأنْ تشعر مع أخيك الانسان تلك ميزةٌ يتم تذويبُها في صراعاتٍ تؤدي الى انقسامات وتطرح مشاريع َ الفدرلة ,
في زمن نحن احوج ما نكون فيه الى إعلاء شعارات ِ الكلمة السواء.
فمن قال إننا إذا شعرنا بمظلومية الشعوب .. قد اصبحنا خارجين َعن الانتظام العام
من قال إن هذا القلب يضخ الكترونيا حتى لا يتأثر بما يجري حولَه في اوطانٍ قريبة
وصولا الى قلب الوطن المشطور.
لا يا سادة , ونحن الاطباء ُشهودٌ على ذلك ,
وقد رأينا كيف ان عدوا ً لنا ولكم ناصب َالمسشتفياتِ العداء َ في غزة ,
ووضعَ الأطباءَ هدفاً ..والمرضى صاروا على لائحة القتل اليومي .
وعلى خطى ما جاء في إنجيل يوحنا " مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلًا بِحَجَرٍ" ..
نقول " من كان منكم بلا قلب ومشاعر .. فليرمِ ِعنه حِمْل الموقف الذي نَحْتَسبه انسانيا اولا واخيراً.
أما المواقف ُالسياسية .. فنتركُها لروادِها
وما اكثرُهم في بلادنا وصحبِها من الموفدين .
وعقيدتُنا دوماً أن الداء محلي ٌ..والدواء ُ أيضاً
لكننا , وبما اننا نعطي الوصفةَ على مقياس الاوجعا
نقول إن الأمل موجود ٌ دوماً , وإنْ فقدناه .. لأخترعناه ,
نتمنى لبلدنا كل التعافي ,
اشكركم على هذا التكريم
واشكر ُ نخبَكم من طلائعِ الفكر والقلم,
وبهدف تبادل الشكر
أعتبروا ان محمد جواد خليفة
هو طبيب ُهذه الحركة
التي نتمنى ان تظل بكامل صحتها .