فرح العطاء الحراك المثمر
مع الأستاذ مارك طربيه
إدارة الدكتورة هدى رزق حنّا
الاثنين 7 آذار
اختارت جمعية فرح العطاء الحياة والمشاركة والتعاون والبناء. اسمها يدلّ عليها. قرّر أعضاؤها ان يبنوا حيث يهدم الآخرون وأن يبلسموا الجراح حيث يطعن السفّاحون. انهكتهم الكراهية والانانية، هالهم الاجرام والعنف فاختاروا التغيير. اوعزوا للشباب مسيحيين ومسلمين، يمينيين ويساريين ان يجمعوا الشملَ في عملٍ مشترك يفيدُ وطنهم المتعَب. من أبرز إنجازات فرح العطاء النشاطات الترفيهية للأطفال، اطفال كل لبنان وتنظيف الشواطئ، وتوضيب النفايات في أكياس مشمّعة صديقة للبيئة وإعادة تأهيل السجون وإعادة بناء المناطق المنكوبة كما أنها أخذت على عاتقها تعليم أولاد اللاجئين الى لبنان في مدرسة كفيفان بعد ترميمها. برامج هذه المدرسة عادية غير انها تتضمن مادة تدريس خاصة عنوانها "التربية على السلام" تُعلّمُ التلميذ احترام الآخر ومحبته مهما اختلفَ، مهما ضعفَ لأن صورة الله في ذاته ولأنه قيمة إنسانية مطلقة.
من اركان هذه الجمعية السيد مارك طربيه حلو الذي شرّفنا اليوم بحضوره وهو رغم كونه في الثلاثينيات، خوّلته شهاداته وجدّيته ان يشغلَ منصب مدير بنك حيث المسؤولية كبيرة والمهام دقيقة ومُضنية. واهمية هذا المركز لم تثنه عن تكريس جزءاً يسيراً من وقته لفرح العطاء. فأوكلت اليه الجمعيّة مهماتٍ صعبة ابرزها إعادة بناء منطقة عبرا بعد المعارك التي دارت بين جماعة الأسير والجيش اللبناني وإعادة بناء وترميم المنازل في شارع ابرهيم منذر في الاشرفية بعد اغتيال وسام الحسن وإعادة تأهيل سجون البترون وأميون وعاليه وأحياء باب التبانة المدمّر. مهمات مستحيلة لا تقلّ عن إعادة الحياة والمسكن اللائق لحيّ سكني برمّته او هندسة مباني سجن قديم جدرانه خالية من النوافذ وغرفه خالية من الأسّرة تزجّ في ظلمته الناس كالبهائم فتنتهك كراماتهم وتنهار معنوياتهم.
خاطب الأستاذ طربيه تلاميذ مدرسة مار الياس معدّداً إنجازات فرح العطاء ومصّراً على فكرة جوهرية وهي ان الانسان قيمة مطلقة يجب احترامها مهما كانت مكانته الاجتماعية، مهما كان مستواه العلمي، مهما كان انتماءه الديني فالسجين واللاجئ والفقير المعدم والعاطل عن العمل جديرون بالاهتمام والرحمة والمحبة. ولبنان لن يشفى من امراضه الا اذا اتّحد مواطنوه في العمل البنّاء من اجل كرامة الانسان وتحرير الدين من الطائفية والمذهبية. غَرفَ التلاميذ خلال هذه الجلسة جرعات امل وعزيمة وايمان بوطنهم، عسى ان تجعلهم بناة مستقبل أفضل للبنان وشعبه.