الحركة الثقافية انطلياس - ندوة » النفايات ازمة وحلول«
المهندس زياد لطيف
أهو سر لا نعرف عنه الا عنوان هذه الندوة ؟
ام هيأحجية لم تكفنا اشهر المخاض التسع لولادة الحل الناجع لها ؟
سمعنا الكثير عن نفايات لبنان والعالم لكننا لم نسمع بوصفها ازمة الا في لبنان.
والحركة الثقافية انطلياس، كعادتها، لم تقف يوما في موقع المتفرج على أي قضية وطنية بل كان لها موقفا او مشاركة او نشاط.
من هنا تأتي هذه الندوة لتناول الموضوع بكافة جوانبه من اصحاب الاختصاص والخبرات في هذا المجال بين الحاضرين والمحاضرين.
فالسلطة تختصر الازمة بالمطمر، قبل وبعد فشل الترحيل.
وغيرها يرى أن المشكلة تكمن في كلفة المعالجة.
وآخرون يجدون الحل بالحرق... الخ
فهل كل النفايات تطمر؟ ام كلها تحرق؟ ام كلها تدور، ام كلها تحول الى طاقة، او سماد عضوي او أي منج مفيد ؟
و اخيرا بالرغم من ان الحل يقع على عاتق السلطة، ما هو دور المواطن الذي هو مصدر السلطات ومصدر النفايات ؟
أنطلياس في : 11-3-2016
المهندس زياد لطيف
____________________________________
كلمة رئيس الجمعية اللبنانية لتقدّم العلوم
البروفسور نعيم عويني
في اللقاء حول أزمة النفايات – المركز الثقافي أنطلياس
11/3/2016
حضرة...
- يُعاني اللبنانيونَ اليومَ منْ أزمةِ النفاياتِ؛ المشكلةُ ليسَتْ في وجودِ النفاياتِ إنما في تراكُمِها، والمشكلةُ الأكبرُ هي أنّنا لا نزال في موسمَ الشتاءِ حيث تهطل الأمطارُ فتختلط بالنفاياتِ المرميَةِ على جوانبِ الطرقاتِ لتؤدّيْ إلى أزماتٍ صحيَّةٍ كبيرةٍ قد نتائجُها سامَّةٌ ومميتةٌ حتماً.
- صحيحٌ أنَّهُ ليسَ اللقاء الأوّلُ الذي يُقامُ لمناقشةِ الحلولِ المطروحةِ لأزمةِ النفاياتِ لكنَّ أهميّتُهُ أنهُ يسلّط الضوء على خطورة أزمة النفايات. خبراؤنا في العلومِ الصحيَّةِ والبيئيَةِ والهندسيَةِ والكيميائيَةِ والبيولوجيَةِ والحقوقويينَ وغيرهِمْ هُمْ المعنيون بإيجادِ حلولٍ جذريَةٍ ومناسبَةٍ لأزمَةِ النفاياتْ.
- الباحثون اللبنانيون يعملون جديّاً لايجادِ الحلولِ الجذريةِ لأزمةِ النفاياتِ منذُ حوالي ال10 سنواتٍ، وهي تجمعُ خبراءَ من عدّةِ جامعاتٍ: الجامعةُ اللبنانيةُ، جامعةُ القديسِ يوسف، جامعةُ الروحِ القُدسِ – الكسليك، الجامعةُ الأميركيةُ في بيروت، جامعةُ البلمند وغيرِهِم وطبعاً نحنُ نطلبُ من الجامعاتِ الأخرى الانضمامَ إلى الفِرقِ البحثيةِ ومشاركتهِمْ في محاولةِ حلِّ أزمةِ النفاياتِ.
- الهدفُ الرئيسيُ للقاء اليوم هو طرحُ تفكيرٍ منطقيٍ يقودُنا إلى حلولٍ ملموسةٍ ومستدامةٍ لأنَّنا، منذُ بدايةِ الأزمةِ في لبنان، لم نسمّعْ سوى بتقنياتٍ من دونٍ الحديثِ عنْ استراتيجياتٍ تشترطُ تدخُّلَ المتخصصينَ للقيامِ بحساباتٍ علميةٍ حولَ حجمِ النفاياتِ وطبيعتِها. ولابُدَّ لهذهِ الاستراتيجياتِ أنْ تكونَ مستدامةٌ على الصعيدِ البيئيِ والاقتصاديِ والاجتماعيِ لجهةِ محافظتِها على البيئةِ، وخلقِ فرصَ عملٍ وهامشٍ وطنيٍ وهويةٍ ثقافيةٍ جديدةٍ؛ وهذا ما نفتقدُهُ تماماً في لبنان.
- من المعروفِ أنَّ معظمَ نفاياتِ لبنان هي عضويةٌ وتزيدُ نسبةُ الرطوبةِ فيها عنْ 60%، كما أنَّها تحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من الموادِ الخاملةِ التي لا طاقةَ فيها، لذلكَ فإنَّ حرقَها يحتاجُ إلى الكثيرِ من الوقودِ لتشتعلَ ما قدْ يزيدُ نسبةَ التلوُّثِ البيئيْ.
- إنتاجُ النفاياتِ يختلفُ من منطقةٍ إلى أُخرى ومن فصلٍ إلى آخرْ، فيكونُ مُرتفعاً في المدينةِ وخلالَ فصلِ الصيفِ فيما ينخفضُ في المناطقَ الجبليةِ والأريافِ وخلالَ فصلِ الشتاءْ.
- في التعميمِ رقمِ 8/1 الصادرِ عن وزارةِ البيئةِ يظهَرُ جدولٌ عن أنواعِ النفاياتِ:
المكوّن |
النوع |
النسبة التقريبية |
النفايات العضوية |
بقايا الطعام، الفاكهة، الخضار، نفايات الحدائق، أوراق الشجر، المحارم والأوراق الصغيرة، إلخ. |
50% |
النفايات القابلة لإعادة التدوير |
الورق والكرتون، البلاستيك، التنك، الحديد والألمنيوم، الزجاج، النسيج، النفايات الإلكترونية والبطاريات، إلخ |
35% |
النفايات الأخرى |
أي نفايات أخرى تنتج من المصادر المبيّنة أعلاه على سبيل المثال لا الحصر الحفاضات، نفايات مؤلّفة من عدّة مكونات بلاستيكية أو معدنية. |
15% |
- السؤالُ الذي نطرحُهُ هُنا: لماذا العلميينَ في أبحاثِهِمْ لا يتبنونَ الحلَّ الكامنِ في المطامرْ؟ صحيحٌ أنَّ أحدَ الحلولِ التي طُرحَتْ يكمنُ في إيجادِ كلِّ منطقةٍ مطمرَها الخاصّ وقدْ أطلقوا عليْها تسميةَ "مطامِرَ صحيّةٍ"، هلْ فعلاً هُناكَ ما يُسمّى بالمطامرِ الصحيّةِ في لبنانْ؟
- تختلفُ التسمياتُ ولكنَّ المطمرَ هوَ مطمرٌ. وعبارةُ "مطمرٍ صحيٍّ" لها شروطُها البيئيةُ والعلميةُ المعترفِ بها دولياً.
- سؤالٌ آخرٌ نتركُهُ برسمٍ المعنيينَ: كيفَ يمكنُنا اعتمادُ مطامرٍ في لبنان في ظلِّ ضيقِ مساحةِ أرضِنا؟ كيفَ يمكنُنا اعتمادُها دونَ أنْ يكونَ لها تأثيرٌ على التربةِ والمياهِ الجوفيةِ؟
- وماذا عن المحارقَ؟ اختلفتْ التسمياتُ لكنَّ المحرقةَ هي محرقةٌ ونتائجُها مؤذيةٌ إلّا إذا استخدمنا الجيل الرابع والخامس من هذه المحارق إذ إنّها لا تشكّل خطراً على حياة الإنسان. ما الهدفُ من اعتمادِ المحارِقِ كحلٍّ لأزمةِ النفاياتِ؟ هل لإخفاءِ كلّ النفاياتِ فقط؟ أم أنّها ستخلقُ فرصَ عملٍ جديدةٍ للبنانيينَ؟ هل المحارقَ يُمكنُها الحفاظَ على الموادِ الأوليّةِ؟
- ماذا عن حرق النفايات والاضرار التي ستسببه : إطلاق الغازات السامة، اختفاء المساحات الخضراء التي توفر بيئة للقوارض والحشرات والبكتيريا والفيروسات الناقلة للمرض، صدور روائح كريهة من المواد الجديدة التي تنتج بفعل الحرق وهذه تكون سامّة أكثر من المواد الأصلية، إمكانية تسرب هذه المواد إلى الأنهر والبحار ما سيسبّب بتلوّثها، التلوّث سوف يطال المساحات الخضراء، الجوّ، الهواء، المياه وحتى التربة التي نسقيها من المياه الملوّثة، تدمير بعض المواد التي لن نستطيع إعادة تدويرها أو الاستدامة في إنتاجها واستهلاكها، مثل: الورق والكرتون والبلاستيك.
- ندعو الدولةَ إلى اعتمادِ استراتيجيةِ وسياسةِ تخفيفِ إنتاجِ النفاياتِ وزيادةِ نسبةِ التدويرِ بهدفِ الوصولِ إلى أقلِّ نسبةٍ ممكنةٍ من النفاياتِ التي تنتهي في المطامرِ، فهذهِ النسبةُ يمكنُ أن تكونَ أقلَّ من 10% من مجملِ النفاياتِ المُنتجةِ. وهذه هيَ الطريقةُ الوحيدةُ للوصولِ إلى حلٍّ مستدامٍ وبيئيٍ يحافظُ على طبيعةِ لبنان وعلى صحةِ المواطِنْ.
- أضفْ إلى ذلِكَ أنَّهُ إذا قرّرتْ الدولةُ اعتمادَ سياسةِ الفرزِ وإعادةِ التدويرِ ستُحفّزُ بذلكَ الصناعَةَ المحليّةَ وستوفّرُ فرصَ عملٍ بالأخصِّ لليدِ العاملةِ، كما أنَّها ستُقلّصُ بذلكِ حجمَ النفاياتِ المتبقي للطمرِ وخفضِ خطورتِها، و ما ستبقى منهُ يتحوّلُ إلى أسمدةٍ عضويةٍ (التسبيخ) وغازِ (methane) للإستفادةِ منهُ كطاقةٍ.
- تُعتبرُ تقنيةُ فرزِ الموادِ القابلةِ للتدويرِ أوْ النفاياتِ غيرْ العضويةِ بطرقٍ يدويةٍ أو ميكانيكيةٍ سهلةِ الإنشاء وغيرَ مكلفةٍ، واعتمادُ هذهِ التقنيةُ سيرتِّبُ على الدولةِ تأمينَ سوقُ تصريفِ الموادِ المفروزةِ (ورق، بلاستيك، زجاج، تنك، حديد...).
- نحنُ كعلميينَ نرى ضرورةَ إرساءِ تفاعلٍ بينَ المجتمعِ العلمي والمجتمعِ المدني بهدفِ التوصلِ إلى حلولٍ ذكيةٍ وحقيقيَةٍ وعمليَةٍ، قيامُ المدارسُ والجامعات بنشرِ تربيةٍ وطنيةٍ تشجّعُ على خفضِ الاستهلاكِ الضخمِ العشوائيِ بالإضافةِ إلى تشريعِ قوانينٍ تُلزمُ الشعبَ وتحثُّهُ على فرزِ النفاياتِ وتسهّلُ إنشاءَ مراكزَ الفرزِ ومعاملَ إعادةِ التدويرِ.
- كما أنَّنا كعلميين مع تعزيزِ مبدأ الاستهلاكِ المسؤولِ ومواصلةِ الأبحاثِ بهدفِ التوصُّلِ إلى مواد قابلةٍ للتدويرِ لها أمدُ حياةٍ طويلٌ وإيجادُ تقنياتٍ جديدةٍ لمعالجَةِ موادَ التغليفِ والتعبئةِ غير القابلةِ للتدويرِ. أما بالنسبةِ إلى النفاياتِ العضويةِ، فينبغي تخميرَها بهدفِ إعادةِ المُغذياتِ إلى التربَة. وتتميّزُ تقنيةُ التخميرِ باحتياجِها لمساحةٍ معقولة ولكنّها لا تتطلَّبُ تكلفةً عاليةً ولا تقنياتٍ معقّدةٍ. وهي أفضلُ تقنيةٍ أمامَ البلدياتِ لا سيما في ظلِّ اللامركزيّةِ السائدَةِ في إدارةِ النفاياتِ.
سأختمُ مداخلتي بالقول أن "المشكلة ليست بوجود النفايات لأنّ من الممكن إعادة استعمالها في عمليات ومجالات أخرى كمادة أولية، إنما المشكلة الأساسية تكمن في تراكم النفايات بسبب التخلص منها مباشرةً وإنتاجها بمعدلات تفوق قدرة استيعاب الوسائل المتاحة. ولحل هذا التراكم، ينبغي، أولاً، تقليص إنتاج النفايات أي تقليص شراء المواد التي لا تحتاج إليها أكان على المستوى الصناعي أم المؤسساتي أم الشخصي في المنازل، الأمر الذي يعكس تغييراً جذرياً في المجتمع الاستهلاكي اللبناني، وثانياً، إنشاء معامل للتدوير".
____________________________________
د. نعيم عويني
هو بروفيسوركيمياء في جامعة الروح القدس في الكسليك،
كان في هذه الجامعة عميداً لكلية العلوم وهندسة الحاسب الآلي من عام ٢٠٠٣ إلى عام ٢٠١٠.
بعدها، شغل منصب ولقب مساعد رئيس الجامعة لشؤون الإدارة العامة
ورئيس قسم العلوم الأساسيةالصحية في كلية الطب والعلوم.
هو احد الأعضاء المؤسسين لجمعية LAAS واللجنة العلمية الدولية CIMA3.
نجح نعيم عويني في تحقيق اتفاقيات علمية مع العديد من الجامعات الفرنسية. وساهم في إدارة العديد من المشاريع البحثية الممولة من المنظمات الفرنسية واللبنانية، مثل: AUF، CEDRE، CNRS، MIRA،Rhone-Alpesوغيرها.
وساهم أيضا في تنظيم وتنفيذ مختلف الحلقات الدراسية والمؤتمرات الوطنية والدولية، ونشر أكثر من ٥٠ مقالة علمية في مجلات علمية دولية للكيمياء الصناعية، الكيمياء العضوية، الكيمياء الحيوية الغذائية، المياه، البيئة، وتدريس الروبوتات و تحليل التقنيات.
منح رتبة فارسٍ في العلوم الأكاديمية من الجمهورية الفرنسية.
_______________________________________
المهندس أنطوان أبو موسى في اللقاء حول أزمة النفايات – المركز الثقافي أنطلياس