انطلياس 04-03-2017
افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب في دورته السادسة والثلاثين
كلمة الدكتور الياس كسّاب
حضرة السادة:
- ممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون ، معالي وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري،
- ممثل دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري ، سعادة النائب المحامي أميل رحمة،
- ممثل دولة رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد الحريري سعادة النائب الدكتور عاطف مجدلاني،
- ممثل غبطة أبينا البطريرك ، نيافة الكردينال مار بشارة بطرس الراعي ، سيادة المطران كميل زيدان،
- ممثل فخامة الرئيس العماد ميشال سليمان، العميد سمير الخادم،
- ممثل رئيس عام الرهبنة الانطونية، النائب العام، قدس الأباتي أنطوان راجح،
- أصحاب السعادة النواب وأصحاب المعالي الوزراء، الحاليين والسابقين، وأصحاب المقامات الدينية والروحية،
- رئيس بلدية أنطلياس– النقاش ومخاتيرها،
- ممثلي القيادات العسكرية والأمنية،
- ممثلي السلك الدبلوماسي والقنصلي،
- رؤساء وممثلي السلطات القضائية والمؤسّسات الأكاديمية، والمجالس البلدية والاختيارية، والهيئات الحزبية والاقتصادية والإجتماعية والنقابية والثقافية،
- ممثلي وسائل الاعلام كافة.
يطيب لي أن أحييّكم شاكراً حضوركم هذا الاحتفال، وراجياً أن تتكرّموا باعتبار هذا الترحيب الاستهلالي والتفصيلي في بداية لقائنا ، صادراً باسمي وباسم سائر زملائي أعضاء الحركة الذين سيتناوبون على الكلام في هذا الافتتاح ، كما نعتذر سلفاً عن أيّ خطأ أو تقصير غير مقصود. فكلّكم ، سواء بصفتكم الشخصية أم بصفتكم التمثيلية، أعزّاء وأصدقاء، شرّفتم الحركة وهذا الصرح ... لكم منّا أسمى آيات المودّة والإحترام التقدير، وبكم جميعاً أجمل الترحيب.
أهلاً بكم في رحاب الحركة الثقافية - أنطلياس في هذه الامسية النيّرة ، حيث الفرحة عامرة بوجودكم ومكتملة هذا العام بعودة رعاية رأس الدولة ، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية لهذا المهرجان، بعد سنتين من الإنقطاع بسبب خلوّ سدة الرئاسة الأولى ، الذي نرجو ألاّ يتكرّر..
لقد ولّد انتخاب فخامة العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية ارتياحاً عارماً في نفوس اللبنانيّين، وأعاد إليهم الأمل ، خصوصاً بعد تشكيل حكومة الرئيس سعد الحريري وعودة الانتظام الى عمل السلطة التشريعية، بأن تشهد البلاد تعافياً من أزماتها المتمادية والمتراكمة وأن تتحقّق تطلّعات اللبنانيّات واللبنانيّين، الى مستقبل أفضل.
أهلاً بكم في المكان الذي يجمع الكتاب بقرّائه والثقافةَ بأهلها ومحبّيها لنفتتحَ سوياً المهرجان اللبناني للكتاب في سنته السادسة والثلاثين – دورة منير أبو دبس، المسرحي الريادي والمثقّف المبدع الذي تتلمذت عليه أجيال من الفنّانين المسرحييّن في لبنان.
يستمرّ المهرجان بفعاليّاته الغنيّة والمتنوّعة على مدى ستة عشر يوماً، ليُختتم في التاسع عشر من آذار الجاري بلقاء موسيقي غنائي مع الفنّ اللبناني الأصيل بمشاركة نخبة من طلاب المعهد الوطني العالي للموسيقى.
هذا المهرجان السنوي الذي يزداد نجاحاً وزخماً وتجدداً من سنة الى أخرى ، بات تظاهرة ثقافية وطنية بامتياز، وحدثاً بارزاً ينتظره اللبنانيون ويتابعونه ويرتادونه من مختلف المناطق اللبنانية، من الشمال الى الجنوب مروراً بالساحل والجبل، رغم تمركزه الجغرافي في انطلياس العزيزة ، وذلك لما يتضمّنه من أنشطة مفيدة ومثيرة للاهتمام تواكب معرض ترويج الكتاب. ومن البديهيّ أن استمراريّة المهرجان وتطوره طوال ثلاثة عقود ونيّف يشكّلان تعبيراً ملموساً وصادقاً عن ثقة العارض واهتمام الزائر على السواء.... وذلك موضع سعادتنا واعتزازنا.
كلمـة أمين عـام
الحـركة الثقافيـّة – انطلياس
جورج أبي صالح
في افتتـاح
المهرجـان اللبنانـي للكتـاب
السنة السادسة والثـلاثون
أيّها السيّدات والسادة،
اليوم، تفتتح الحركة الثقافية – انطلياس الدورة السادسة والثلاثين للمِهرجان اللبناني للكتاب. ومعلومٌ أن هذا المهرجانَ يعبّر عن بعض توجّهات حركتنا كما عن رغبتها في أن توجّه للرأي العام رسائل عدة، أهمها:
أولاً:إن الكتاب، على الرغم من تطور تكنولوجيات التواصل الحديثة وانتشارها، يبقى من أجدى الوسائل التعليمية والتثقيفية وأعمقها تأثيراً. وفي هذا السياق، يهمّنا التشديد على أهميّة انتشار المكتبات الأهلية وتعزيزها في المدن والقرى اللبنانية، بالتعاون بين وزارة الثقافة والسلطات والجمعيات المحلية والمختصّة.
ولكن، لا بدّ من الإقرار بأن صناعة الكتاب في لبنان تواجه عوائق جمّة يتطلّب تذليلُها تضافــرَ جهود أطراف عدّة، وفي مقدّمها الوزارات والهيئات النقابية المعنيّة لئلاّ تفقد بيروت صفةَ عاصمة الطباعة والنشر في العالم العربي، في الوقت الذي تواجه الصحافة الورقية اللبنانية أزمةً وجودية، والإعلامُ المرئي والمسموع صعوبات تمويلية وحريةُ التعبير تعدّياتٍ سافرة ومرفوضة. ومعلوم أن هذه المجالات كانت على الدوام من أبرز العلامات الفارقة والمزايا التفاضلية لوطننا في محيطه الإقليمي والعالم.
ثانياً: إنَّ الإهتمام بالتلامذة والطلاب ليس حكراً على الأهل والمؤسّسات التربوية، بل هو أيضاً من موجبات المجتمع المدني الذي يتعيَّن عليه الاضطلاع بدور حيوي في تعويد الناشئة على ارتياد معارض الكتب وتعزيز تعلّقهم بالمطالعة. وهذا الاقتناع هو الذي دفعنا الى تخصيص مزيدٍ من الأنشطة التربوية والثقافية لهذه الفئة العمرية من أبناء مجتمعنا.
ثالثاً: إن حركتنا ملتزمة بتعزيز دور المرأة في الحياة العامة والخاصة. من هنا احتفالنا السنوي بيوم المرأة العالمي (8 آذار) في إطار هذا المهرجان، ودعوتنا المتواصلة الى تعزيز دور المرأة وحضورها الفعّال في التنظيمات والهيئات والمؤسّسات السياسية والإقتصادية والإجتماعية، وعلى مختلف مراتب المسؤولية.
رابعاً: إن قطاع التعليم بمختلف مراحله أساسيٌّ في تكوين الفرد وتطور المجتمع وفي رفع قيمة مواردنا البشرية وتحسين قدراتنا التنافسيّة. وما الإحتفالٌ بيوم المعلّم (9 آذار) سوى لفتةِ تكريمٍ وامتنان الى كل مربّ، متكرّسٍ لرسالة التعليم ولتحسين أوضاع المعلّمين في وطننا. غير أننا ننتهز هذه المناسبة لنحذّر من ظاهرة آخذة بالتفاقم منذ سنوات، وهي تقهقر القدرة التنافسية للتعليم الرسمي جرّاء تراجع خطير في مستوى جودته. فقد بات التعليم الرسمي للأسف مجرّد قناة من قنوات التوظيف السياسي بدلاً من أن يكون واسطة ناجحة لضمان ديموقراطية التعليم ولرفع مستوى مورادنا البشرية.
وفي سياق هذه التوجّهات، سوف يستضيف منبرُ حركتنا في خلال المهرجان الممتدّ على ستّة عشر يوماًثمانية وأربعين (48) نشاطاً،موزَّعة بين نَدوات ولقاءات متمحورة حول موضوعات هامة وراهنة أو حول مؤلَّفات حديثة الصدور أو أنشطة تثقيفيّة هادفة، وبين تكريم مجموعة جديدة من أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي، ممّن أسهموا، بنتاجهم الفكري والعلمي والإبداعي أو بسيرتهم النضالية المتميّزة، في مراكمة التراث الوطني والعربي وإثراء قيمته الحضارية. والى ذلك كلّه، يُضاف توقيع 60 مؤلِّفاً على آخر كُتُبهم الصادرة لدى دور نشرٍ لبنانية وأجنبية.
في المحصّلة، تنظّم حركتنا ما يزيد عن مئة لقاء ونشاط خلال 15 يوماً محوِّلة أنطلياس عاصمةً للثقافة في لبنان ودير مار الياس محجّة ثقافية لجميع اللبنانيّين.
وفي هذه المناسبة، تُصدر حركتنا، في سعيها الدؤوب الى صون ذاكرتها والى توثيق مساهمتها في الحياة الثقافية اللبنانية، أربعةَ منشورات هي: "كتاب المِهرجان" الذي يضمّ بين دفَّتيه جميعَ أعمال مهرجان العام الماضي (762 صفحة)، و"الكتابُ السنوي" الذي يحتوي على كامل أنشطة حركتنا في الفترة الممتدّة بين نهاية مهرجان 2016 وبداية مهرجان 2017 (256 صفحة)، وكتيِّبُ "أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي"، الذي يعرض السيرة الذاتية للرعيل الثاني والثلاثين من هؤلاء الأعلام الذين تكرِّمهم حركتنا في الدورة الحالية (144 صفحة). بالإضافة الى الجزء الرابع (668 صفحة)، من "موسوعة أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي" التي تتناول 263 شخصية والتي بوشر إصدارها منذ سنوات قليلة لما تنطوي عليه هذه الموسوعة من أدبيّات ومعلومات ذات قيمة مضافة في الحفاظ على إرثنا الثقافي الغنيّ.
أيّها السيّدات والسادة،
إننا نعرب عن امتناننا العميق لفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي تكرّم برعاية مِهرجاننا اللبناني للكتاب، في إشارة تشجيعٍ لحركتنا، ونشاطر سائر اللبنانيّين الرجاء بأن يُثمر عهدُ فخامته حصاداً وفيراً من المنجزات، ويسرّنا أن يمثّل فخامته في هذا الإحتفال معالي الوزير الدكتور غطاس خوري الذي نتمنّى له التوفيق في مهامه وبخاصة في مساعيه الرامية الى إعداد الخطة الخمسيّة للنهوض الثقافي والتي أطلقها صباح اليوم في قصر اليونسكو. كما نتوجّه بالشكر إلى دولة رئيس مجلس النواب الأستاذ نبيه بري والى دولة رئيس مجلس الوزراء السيد سعد الحريري اللذين تكرّما بإيفاد كلّ من سعادة النائب إميل رحمة وسعادة النائب عاطف مجدلاني، لتمثيلهما ومشاركتنا حفلة الإفتتاح هذه. فبهم جميعاً وبكل السيدات والسادة الحاضرين الترحيب والتأهيل.
ونجدّد في هذه المناسبة التعبير عن بالغ احترامنا وعمق عاطفتنا البنوية لصاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي،الذي شاء أن يتمثَّل بيننا بسيادة المطران كميل زيدان الذي يحلّ مكرَّماً بين أحبّاء وأصدقاء، كما نعرب عن خالص امتناننا وتقديرنا للرهبانيّة الأنطونية، حاضنةِ حركتنا منذ نشأتها عام 1978، ممثَّلةً بشخص النائب العام قدس الأباتي أنطوان راجح الذي يشرّفنا في داره حيث له بصماتٌ خيّرة راسخة، ولسائر الفعاليّات والمقامات والشخصيّات السياسيّة والدبلوماسيّة، والقضائيّة والدينيّة والعسكريّة ، والنقابيّة والبلديَّة، والأكاديميّة والإعلاميّة التي لبّت دعوتنا إلى افتتاح هذا المهرجان.
أيّها السيّدات والسادة،
إن المهرجان اللبناني للكتاب، إضافةً الى سائر الأنشطة التي تقيمها الحركة الثقافية – انطلياس، إنما هو ترجمة عملية لالتزام حركتنا إعلاء شأن الثقافة في وطننا وتنشيط الحياة الثقافية في هذه المنطقة العزيزة من لبنان وفي هذا الصرح الروحي والوطني الكبير.
أما التزامنا الآخر، أي الالتزام بالشأن الوطني العام، فهو لا يقلّ أهميّةً أو ضرورةً، مع تكرار التأكيد أن حركتنا لا تتعاطى السياسة الفئوية، ولا تتّخذ مواقف من قبيل الموالاة أو المعارضة لسلطة قائمة، بل ترى واجباً ولزاماً عليها أن تُعلن جهاراً مواقف صريحة وجريئة إزاء أيّ انتهاك للقيم المعترف بها عالمياً، وبخاصة لمضامين شرعة حقوق الإنسان والمواثيق الدولية، وهي مضامين تبنّاها صراحةً دستور الدولة اللبنانية.
وضمن هذا التوجّه المبدئي، يندرج موقف حركتنا القاضي بالتنديد بكل أنظمة الاستبداد والتسلّط، لا سيّما في عالمنا العربي، وبإدانة كلّ أشكال القمع الجسدي أو الفكري وكلّ مساسٍ بحقوق الأفراد أو الجماعات السياسيّة والاجتماعيّة والإقتصادية والثقافية. ومن البديهي أن تشاطر حركتُنا مختلفَ القوى الواعية في لبنان والعالم العربي مشاعر القلق والريبة إزاء ما تتعرّض له منطقتنا من إجتياحات فكرية بواسطة تيارات التطرّف الديني والمذهبي المتلاقية في العمق مع نهج التطرّف الصهيوني، ومن إجتياحات عسكرية بواسطة جحافل القوى الدولية والإقليمية، وصنيعاتها من التنظيمات المسلّحة، سعياً الى تفتيت دول المنطقة الى كيانات متناحرة وتقاسم خيراتها ومواردها وتأخير إمكانات نهوضها وتقدّمها عقوداً عدّة.
أما على المستوى اللبناني، فإن حركتنا تشاطر اللبنانيّين تطلّعهم الى أدبيّاتٍ وسلوكيّاتٍ سياسية تُسهم في تعزيز الوحدة الوطنية والسلم الأهلي، وتأمل استئناف طاولة الحوار الموضوعي والمسؤول برئاسة فخامة رئيس البلاد حول بعض القضايا الأساسيّة، وفي مقدَّمها الإستراتيجية الدفاعية ومعالجة معضلة النازحين السورّيين. وثمّة إجماع لدى الناس بأنَّ لا مصلحة للبنان في أن يعود ساحةً لصراع الآخرين على أرضه، وبأن الدولة السيّدة والقادرة هي ملاذهم الأوحد والأجدى. ومن مسلّمات السيادة، وفق القانون الدولي، أن تحتكر الدولة بخاصة سلطتين شرعيّتين: سلطةَ إصدارِ العملة الوطنية والتدخّلِ في سوق النقد صوناً للإستقرار النقدي، وسلطةَ حيازةِ السلاح واستخدامِه ذوداً عن حدودِ الوطن وحفاظاً على استقراره الأمني... تلك هي القاعدة، وكلّ ما عداها شواذ.
ومن المؤسف حقاً أن الحصول على الخدمات الأساسيّة والحيوية، كالماء والكهرباء والاتصالات والنقل العام، لا يزال في طليعة اهتمامات المواطن وهمومه، وأن تكون كل العهود والحكومات التي تعاقبت على السلطة طوال سبعة عقود ونيّف (74 سنة من الإستقلال!) قد عجزت عن توفير هذه الخدمات بالشروط المفروضة من الكلفة والجودة والفعالية.
ومن الطبيعي أن ينطبقَ المأخذُ ذاتُه على مختلف مظاهر حياتنا العامة. فالتَّـرِكة ثقيلةٌ جداً : ضعفُ استقلالية القضاء وبطء وتيرة أدائه؛ تفشّي الرشوة والفساد في الإدارة والصفقات العامة؛ انعدامُ المساءلة والمحاسبة؛ المماطلةُ في تنفيذ اللامركزية الإدارية وفي إقرار متطلّباتِ الحكومة الإلكترونية والشراكةِ المتكافئة والناجعة بين القطاعين العام والخاص؛ عدمُ توافر التعليم الرسمي الجيّد والتغطيةِ الصحية الشاملة لجميع المواطنين؛ تنامي ظاهرةِ البطالة المعلنة والمقنّعة لا سيّما في صفوف الشباب والمتعلّمين؛ تفاقمُ المديونية العامة واللجوءُ الدائم الى الضرائب كسبيل أوحد للحدّ من عجز الموازنة بدون أيّ معالجة جذرية وعلمية لمصادر الهدر والعجز والتسيّب المالي (نسبةُ العجز/الناتج المحلي 9,5% ونسبةُ الدين العام/الناتج 147%)؛ غيابُ السياسة الإسكانية المراعية لحاجات ذوي الدخل المحدود؛ قصورُ أو ترهُّل البُنى التحتية الأساسية كالمطارات والمرافىء وشبكة المواصلات والصرف الصحي؛ تردّي المنظومة البيئية وانتشار التلوّث على أنواعه؛ والإفتقارُ الى السجون ذات الوظيفة الإصلاحية والقدرة الإستيعابية الكافية؛ ناهيك عن أزمة النازحين السوريّين، التي انضافت الى معضلة اللاجئين الفلسطينيّين المزمنة، لتزيد الأوضاع المعيشية والإقتصادية تعقيداً وحراجةً... إن الشكوى من كلَّ هذه المشاكل تتكرّر على مسامع اللبنانيّين منذ سنوات وعقود ، غير أن أيَاً منها لم يجد حلاً مجدياً له ينقل العلاج الشافي من حيّز الطرح النظري الى حيّــز التطبيق العملي!
في الواقع، لا يبدو أن معالجة هذه الملفّات ممكنةٌ ما دامت مصلحةُ الدول والشعوب الأخرى تأخذ حيّزاً أكبر بكثير من مصلحة وطننا وشعبنا في الخطاب السياسي والإهتمام الفعلي لمعظم القوى والقيادات المحلية. لذا، فإن هذه الأخيرة مدعوّةٌ كلُّها لأن تعكف على إعداد تصوّراتها ومشاريعها الخاصة لمعالجة أمّهات القضايا الاجتماعية والاقتصادية والتربوية بحيث تشكّل برامجَ تخوض على أساسها الإنتخابات النيابية المقبلة.
يبقى أن قيامَ الدولة المدنيّة المنشودة على أساس المواطنة رهنُ تطور نظامنا السياسي، وأن مفتاح تطوير هذا النظام يكمن في قانون انتخاب عصري يؤمّن صحّة التمثيل وشموليَّته، ويستتبع مع الوقت تحديثَ أداء التشكيلات الحزبية التي يرتكز إليها كلُّ نظام سياسي معاصر. ومن الثابت حتى الآن أن الكلّ يسعى لا الى تأمين أصدق تمثيل نيابي للشعب بمختلف توجّهاته، بل الى حسم نتائج الإنتخابات قبل إجرائها، ما يجعل المهمّةَ مُريبةً وشبهَ مستحيلة!.
أيّها السيّدات والسادة،
في مواجهة تحدّيات الواقع الإجتماعي- الإقتصادي الصعب وفي ظلّ تطورات إقليميّة دراماتيكية ومقلقة، يغدو دور المثقفين المتنوّرين والناشطين من هيئات المجتمع المدني أكثر ضرورةً وإلحاحاً، ما يفرض على هذه القوى الحيّة من المجتمع مواصلةَ نضالها وحشدَ طاقاتها في سبيل تفعيل دورها باتّجاه إحداث نقلةٍ نوعية في حياتنا الوطنية والعامة.... فعسى أن تكون لنا مساهمةٌ، ولو متواضعةٌ، في هذا السبيل... وشكراً لكم.
________________________________________________________
كلمة رئيس الحركة - الاب جوزف بو رعد
"يَفْرَحُونَ أَمَامَكَ كَالْفَرَحِ فِي الْحَصَادِ. كآبتِهاجِ الَّذينَ يَتَقاسَمونَ الغَنيمة".(اش 9: 3)
بهذه الكلماتِ بشّر أشعيا آلَهُ بالفرح، فرحٍ صُنوُهُ الفرجُ. والفرجُ عندَه هو انعتاقٌ من كَبوة الظالمينَ والحروبِ والدماء: اذ أَن "عَصا كَتِفِها – والكلام للنبي- وقَضيبَ مُسَخِّرِها قد كسَّرتَها... وكُلُّ ثَوبٍ مُتَلَطِّخٍ بِالدِّماء يَصير لِلحَرْقِ ووَقوداً لِلنَّار".
فرحُه فرحُ يومنا اما فَرَجُه، والحمد لله، فهو فرجث امسِنا، فرجٌ ندعو بهِ لغَدِ اعِزَّائنا القريب في سوريا والعراق وفِلَسطين.
يومُنا مِهرجانٌ وفَرحُنا وافرٌ بوفرةِ الغَنيمة. لقد غنَمْنا من اصحابِنا الفكرِ وصاحباتِهِ ما تَضيقُ به ارفُفُ قاعَتِنا الفَسيحَة وما سيتردَّدُ صداهُ على هذا المِنبر. هم يَفرَحون لحصادِهِم ونحنُ لغَنيمَتِنا. سنَغنُمُ ما جنَت به ايدِيهِم وما يَجنُونَ بِهِ عَلينَا. سنَغنُمُ كلٌّ على حَسَبِ مَهَارَتِه فوانيسَ سحريةٍ، تَفتَحُ اعيُنَنَا على عوالمَ نَجهَلُها او نَتَجَاهَلُها، عوالمَ قد نَخرُجُ منها منهكينَ او لا نخرُج. يبقى أَن نُتقِنَ لُغَةَ المَاِردِ الذي يسكُنُها وأَن نَتَكبَّدَ عَنَاءَالقِراءةِ اللَذيذ.
سنَغنُمُ على قدر شَرَاهَتِنا ونَلتَهِمَ على وِسعِ فَمِنا، كما يَقولُ الربُ لشعبِهِ على لسان ِداود : "وسّع فمك فأملأَهُ" (مز 81: 10).
غنائمنا على وفرتها هي جوابٌ منخفض خفيف، كصوت الله الذي سمعه سيّد مقامنا النبيّ ايليا، على منطقِ الغَنائِمِ البَائدِ اللعين الذي يجتاحُ شَرقِنا. احتفاءُنا بالكتاب هو محاولةٌ متواضعة لاستأصال هذه اللعنةِ والحَجْرِ على كلِّ كلام الحروبِ والغنائم في حيّزِ الاستعارةِ ليسَ الا.
نعود اذا ككل سنة في موسم العودة والعيد. نعود لنَخُطَّ معكم صَفحةً جديدةً في سفر حياةِ حركتنا الثقافيةِ الذهبي، صفحةً طافحةً، كالعادة، بالتكريمات والندوات والنقاشات، كلوحيّ وصايا موسى "مكتوبين على وجهيهما، مكتوبين من هنا وهناك" (خر 32: 15). صفحتنا كسابقاتها الستة والثلاثين. يتشابهن بالترتيب والايقاع. وحدها الاسماءُ تتغيَّرُ والعَناوينُ ايضاً. اما البهجة فهي من الثوابت والاحتفاءُ بالكتاب والكاتب والناشر على حاله لا يخفت.
نعود وقد اكتمل هذه السنةَ نصُّ الدعوةِ لهذا الاحتفال، اذ أضحى لراعيهِ اسمٌ بعدَ الشُهرَةِ. نعود وقد عاد للرئاسة أَلَقُها. فتَجِدُنا نُعيدُ اليها ما هو لها: رعايةُ هذا الحفلِ وطبعهِ بالروحِ الوطنيةِ الجامعة. نَستَرعي الرئيسَ احتفالَنا ويَقينُنا انه من صِنف من "لا يَحلِفُ بالباطلِ" وقد حَلَف. حَلفَ على احترامِ دستورِ وقوانينِ الاُمَّةِ والزَودِ عن بلدٍ "عُلِّقَ في النَجمِ". التحيةُ لمن شرَّفَ قَسَمهُ على العَلَمِ اولاً وعلى الدستورِ اخيرا فلا تقسيمَ في وُجدَانه ولا مَن ينقسمون بل امةًّ واحدةً وشعباً للبنانٍ عظيم. التحيةُ لفخامة رئيس البلاد الجنرال ميشال عون.
ونعودُ لنحيّي كبيرا خلّد اسمه بيننا قبل ان يتركنا لعالم الخلود. نحيي من كان يوما هذا المسرحُ من ميادينه، من جدد في المسرح اللبناني ايَّ تجديدٍ، التحيّةُ للفنان منير ابو دبس.
اما لنا رهبانُ دير مار الياس، فتطيب لنا حراسة الهيكل. نعم لان هيكلنا ليس ككل الهياكل. هيكلنا مسكونٌ بروحٍ نبوي، مسكونٍ بالحركة والتجدد. هيكلنا يُسَكِّن فيه اسمَه الهٌ لا يستكين، الهٌ لا ينعَسُ ولا ينامُ ونحن على ضعتنا وبلادتنا نأبى الا ان نكون على صورته ومثاله، لنحسُنَ في عينيه. لقد نذرنا حراسته من كل اقصاءٍ وتقوقُعٍ وترهُّل وانطواء، ونجهَدُ للوفاءِ بنُذورِنا يَوماً فيَوما.
ولكل الذينَ عَمِلوا ليكونَ هذا المهرجانُ ويَستَمر الفُ تحيةٍ ولكم ايها الاصدقاءُ، غايةُ حِراكنا ومحركُّهُ، اطيبها.
____________________________________________________________
كلمة أمينة المعرض د. نجاة الصليبي الطويل
أيُّها السيّداتُ والسّادةُ،
إنْ كانتِ الكلمةُ جامدةً، مُلتبسةَ المضمونِ، خائنةً لنوايا قائلِها، غيرَ مستقيمةٍ، تذهبُ الى سامعِها لتتلوَّنَ بتجربتِهِ الثقافيّةِ والاجتماعيةِ؛ تلبَسُ ما يَخيطُهُ غيرُها في سياقِ الجُملِ والمفرداتِ، لتنتسبَ الى مجموعةِ مفاهيمَ ومعاييرَ تتكوّنُ في فضاء اللغات، مما تُضفيه الثقافاتُ على الكلماتِ من تجاربَ ومعانٍ؛
إنْ كانت هذه الكلمةُ الهشَّةُ أحياناً، تُسجَن في سطورٍ وصفحاتٍ تستولي عليها مجموعةُ قرّاءٍ، متنوّعةُ الأذواقِ والآراءِ، فيتملَّكُها كلٌّ منهم، ويحوِّلُها وفقَ هواهُ،
فهي تبقى أساسًا في التّواصلِ، لأنّها تكتنزُ موهبةَ التأقلُمِ والتغييرِ، تثورُ مع بعضِها، فتهدِمُ المتوارثَ وتُشيدُ أبنيةَ التراثِ الثقافيِّ. ترفعُ مستوى سقفِ الأفكارِ والأحلامِ عالياً، وتكوِّنُ الأفقَ الذي تصبو اليهِ المجتمعاتُ والكياناتُ، فتحيا وتنمو من خلالِهِ. وبذلك تبقى شاهداً ومرجعاً أكيداً، تُسمّي الأشياءَ، وتدحضُ الأكاذيبَ، وترسمُ حدوداً لأحداثٍ ومواقفَ ورؤًى، يعملُ المؤلفونَ والفنانونَ على التعبيرِ عنها، فتتحدّ الكلماتُ، وتتزاوجُ، وتتمازَجُ في مؤلّفات كثيرة، مشكلةً قوةً ضاربةً فاعلةً، تبني مفهومَنا للإنسانيةِ، وتمثّلُ جذورَنا وهواءَنا ورجاءَ حياتِنا.
وعلى هذه الكلمة التي تحملُ كنوزَ الإنسانِ نبني، ومنها ننطلقُ، كما يفعلُ العديدُ من رائدينَ ورائداتٍ في مختلِفِ ميادينِ المجتمعِ، ممن يحرصونَ على استقلاليةِ آرائِهم، ويجرؤونَ على "ألاّ يكونوا كالآخرينَ"، للمحافظةِ على نقاوةِ الموقفِ، وتاليًا، تقليصِ ذهنيةِ الفسادِ السائدةِ. إنّهُم هم ايضًا أصحابُ الكلمةِ الفاعلةِ.
تكرِّمُ الحركةُ الثقافيّةُ- انطلياس، رائدًا في تطويرِ المسرحِ اللبنانيِّ منير أبو دبس فقد تحدّى اليأسَ الذي أنتجتْهُ الحربُ اللبنانيةُ في أوساطِ الفنانينَ والمثقفينَ، وسارَ وراءَ أحلامِهِ محقّقاً إرثاً فنيّاً مُشرِّفاً.
ومنهم أيضًا نذكرُ المشاركينَ في هذا المهرجانِ الذي يضمُّ ما يفوقُ الخمسينَ متعاقِداً، يمثلونَ ثمانينَ دارَ نشرٍ ومكتبةٍ. إضافةَ الى مشاركة الجامعاتِ ونقابة المحامينَ، ووزارةِ الثقافةِ؛ ومشاركينَ منفردينَ. فاسمحوا لي باسمِ الحركةِ الثقافيّة- انطلياس، أن أحيِّهِم جميعاً، وأُثني على جهودِهم التي تُبرزُ أعمالَ المؤلِّفينَ وتُغني معرِضَنا. كما سيتمُّ خلالَ فترة المهرجانِ توقيعُ ما يفوقُ الخمسينَ إصدارًا، فتهانينا لمؤلِّفيها!
وفي إطارِ الاعترافِ بعطاءاتِ مَن أغنَوا المجتمعَ بنتاجِهم الثقافيِّ والأدبيِّ، تحرصُ الحركةُ على تخصيصِ المبدعينَ والمبدعاتِ الذين غابوا عنّا خلالَ السّنةِ المنصرمةِ، بلوحةٍ تكريميّةٍ، شهادةً منها لأهميتهم، وضَنّاً بجهودِهم وتميّزِهم.
واسمحوا لي، أن أستغلَّ هذا الظرفَ، وأتمنّى على هامش هذه المناسبة، أن تحقق الكلمةُ وظيفتَها الأساسيةَ، كأداةِ فعلٍ تحثّ على العمل وتتجسدُّ بالتنفيذِ، من خلالِ إقرار قانونِ انتخابيٍّ عادل، ويؤسسُ لمشاركةِ المرأةِ في العملِ السياسيِّ.
وتكريساً لاهمية الكلمة والكتاب والانفتاح الثقافي، ارتأتِ الحركةُ هذه السنةَ، العودةَ الى القاعدةِ الهرميةِ وبنائِها، وتشجيعَ التلاميذِ والطلابِ على القراءةِ والكتابةِ، فكان تجاوبُ أكثرَ من ألفينِ ومئتي طالبٍ، من أكثرَ من خمسٍ وعشرينَ مدرسةً رسميةً وخاصةً، من مختلفِ المناطقِ اللبنانيّةِ، للمشاركةِ في نشاطاتٍ لاصفيّةٍ متميّزةٍ وزيارةِ المعرضِ. فإلى جانب الندوات التي تتوجه للبالغين عند الساعة الرابعة والسادسة، كان التركيز على لقاءات صباحيّة ومحترفات متنوعة، بالإضافةِ إلى أربعِ مبارياتٍ في: المشاهدِ المسرحيةِ، الأداءِ الشعريِّ، الاملاءِ العربيِّ والتصويرِ الفوتوغرافيِّ الذي يتوجّهُ أيضاً الى كلِّ مشاركٍ في المهرجانِ. نعبٍر عن محبتنا وامتناننا لجميعِ الذينَ يحيونَ هذه النشاطاتِ.
ويطيبُ لنا في هذا الاحتفالِ، أن نتوجّهَ بخالصِ الشُّكرِ إلى مديرِ عامِ وزارةِ التربيةِ الاستاذ فادي يرق ولأمينِ عامِ المدارسِ الكاثوليكيةِ الأبِ بطرس عازار، لاصدارِهما تعاميمَ لحثِّ طلابِها على زيارةِ المعرضِ والمشاركةِ في نشاطاتِهِ.
ولا بدَّ من توجيهِ الشكرِ إلى مجلسِ بلديةِ انطلياس- النقاش لمواكبتهِ هذا المهرجانِ، ونخُصُّ بالذِّكرِ مجموعةَ أصدقاءِ الحركةِ في انطلياس.
ونحيّي جهودَ القوى العسكريةِ والأمنيةِ التي تؤمّنُ الحمايةَ لهذا المهرجان.
ونشكرُ وسائلَ الإعلامِ المرئيةِ والمكتوبةِ على التغطيةِ والمواكبةِ.
وكذلك نشكرُ "بنك" عودة لرعايتهِ الحملةَ الاعلاميةَ، وهو السبّاقُ الى رعايةِ النشاطاتِ الثقافيةِ عامّةً.
والشكر موصولٌ لأصدقائي وصديقاتي في الحركةِ الثقافيةِ- انطلياس، وفي الإدارة على عملِهم الدؤوبِ والمتواصل مع أمينِها العامِّ لهذه الدورةِ السيّد جورج ابي صالح، ورئيسِها الأبِ المتميّز د. جوزف ابو رعد، رئيسِ ديرِ مار الياس– انطلياس.
كما نشكرُ كلَّ منْ أسهمَ في نشرِ الكلمةِ المغيّرةِ والفاعلةِ، وكانَ قدوةً للجرأةِ والثقافةِ، وأشكركُم، باسمي واسم الحركةِ الثقافيةِ - انطلياس، على حضوركِم ودعمِكم هذا المهرجانَ الذي نأملُ تجدُّدَهُ وتطوُّرَهُ معكُم وبجهودِكم، سنةً بعد سنةٍ.
بكم يكتملُ هذا الاحتفالُ وشكرا
________________________________________
باسم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية
كلمة وزير الثقافة الدكتور غطاس خوري
في افتتاح "المهرجان اللبناني للكتاب"
يشرفني، باسم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، راعي احتفالكم، أن أنقل اليكم تحياته في افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب.
لقد كانت الحركة الثقافية – انطلياس، مواظبة، للسنة السادسة والثلاثين، على إقامة مثل هذا المهرجان وهي مسيرة طويلة وناجحة، نتمنى لها الدوام.
مهرجانكم – نعرفه – ثقافي جامع، لا يكتفي بعرض الكتب والترويج لها، وقد قلّ فعلاً عدد المطالعين لها، المستعجلين للحصول على المعرفة حتى من الطلاب الجامعيين، بل بعقد حلقات حوارية، يشارك فيها نخبة من الروّاد، للحديث في مواضيع مهمّة، فيها من جرأة المثقف ما يجب ان يتصف به ليكون فاعلاً ايجابياً، ومحرّكاً للإبداع في حقوله كلها، وبعقد لقاءات تكريمية، مختارة بعناية، ليس فيها محاباةٌ، أو تغليبٌ لغير العلمية والموضوعية في المعايير.
مهرجان يجمع، وهو همنا من الثقافة ان تجمع، الثقافة رسالة لبنان، رسالة الوطن، منذ أبحرت الابجدية من على شاطئه، وانتشر علماؤه في العالم يبشّرون بالمعرفة، إن نشر الثقافة، كما تعلمون أفضل عمل حضاري لرقي الانسان، لإبعاده عن كل شرّ وإساءة الى الآخر بل الى نفسه، والى الجماعة، والى البلد، فالسلم الأهلي، والمواطنة، مدينان للمعرفة، تلك التي توقظ الحميد من صفات الانسان فينعكس ايجاباً على سلوكه وتفكيره وعلاقاته...
أيها السيدات والسادة،
أؤكد لكم حرص فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون على تعزيز موقع الثقافة في لبنان، من خلال إعطائه الدعم والزخم اللازمين. وهو يؤكد، من خلال مقاربة الدولة للتنمية الشاملة، بأن لا تكون مقصورة على ميدان واحد، تجاري او صناعي. لأنه يؤمن ان التنمية الثقافية تعني الريادة في الثقافة بكل أشكالها وظواهرها ونشاطاتها، في مسعى الى ترقية الانسان وتوسيع معارفه وحسن تواصله مع الآخرين وتعزيز المواطنة، وقد صارت حقاً من حقوق الانسان.
أيها السيدات والسادة،
لتعزيز الاستقرار الوطني ووضع المسار السياسي في اطاره الصحيح، وكون الحكم كلّي النظرة، فان السعي لإيجاد قانون جديد للانتخابات هو في الأولية عند فخامة الرئيس ودولة رئيس الحكومة. قانون يعزز التمثيل بكل شرائح المجتمع ويعطي المردود الإيجابي على الحياة السياسية العامة في لبنان.
أيها السيدات والسادة،
أنتم في الحركة الثقافية – انطلياس، روّاد هذا الاتجاه الصحيح في نشر المعرفة الحقة، هكذا تكون المسؤولية الإنسانية والوطنية، التي تحضن التربية في رسم مساراتها الناجعة.
نشاطكم المستمر، يعيد الثقة الى اللبناني، وبمؤسساته، وبدولته.
متمنياً لكم، باسم فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، وباسم وزارة الثقافة، النجاح والتوفيق.
عشتم، عاشت الثقافة الإيجابية البنّاءة، عاش لبنان.