الجمهورية اللبنانية
وزارة العدل
كلمة وزير العـدل الدكتور شارل رزق
ممثلاً فخامة رئيس الجمهورية العماد إميل لحـود في افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب
السنة الخامسة والعشرين - 2006
الذي دعت إليه الحركة الثقافية ـ انطلياس
انطلياس 2 آذار 2006
أيها الحفل الكريم،
لقد شرّفني فخامة رئيس الجمهوريّة بتمثيله في حفل افتتاح المهرجان اللبناني للكتاب في انطلياس في طبعته الخامسة والعشرين، التي شئتموها تتويجا لربع قرن من العطاء الفكري الذي التزم الوطنَ قضيةً وبإلقاء هذه الكلمة باسمه ، تقديرا لرسالتكم السامية.
اليوم إذ تفتتحون مهرجانكم للكتاب، على اسم لبنان، تؤكدون مرة جديدة على رسالة هذا الوطن الحضارية، في زمن تعصف به الأنواء والأهواء، مهددة مقومات صموده وتفوقه على ذاته، لقرون مضت.
وها انتم، في الحركة الثقافية في انطلياس، ضميرَ قلةٍ رَفَعْت في ذروة التصارع والألم، ولا تزال، منطقا تأكيدياً أن لبنان وطن الرسالة، كان ولا يمكن إلا أن يبقى وطن الحوار. هي تلك رسالته، وقد حملها اللبنانيون إلى كل بقعة وُجدوا فيها في العالم.
إن مسؤوليتكم لَكَبيرة في إثبات أن ليس للبنان ما يقدّمه للعالم، وما يواجه به من يتربص به شراً ، إلا رسالته كنموذجٍ لعيشٍ قائمٍ على التعددية والتنوع والاختلاف. وهي تلتزم الآخر، وتقبل به وتحاوره .
حين يجهد كثيرون في تعميق جهل البعض للبعض الآخر، ما ينمّي لدى الكل غرائز التقوقع والخلاف بهدف تعرية الآخر لكي يسهل التنكر لحقيقته والانقضاض عليه، كونوا للعقل وطنيته وللوطنية محركها،
وحين التهوّر يغدو ممارسة تهوي بالوطن، كونوا لوحدة لبنان مبادرات السمو بالحق والاصالة. إنكم لأجل ذلك تستحقون التهنئة . لبنان بحاجة إلى فاعليتكم، وأبناؤه بحاجة إلى ما في مبادراتكم من وعي للمحافظة على خصوصيته وفرادته، كما على خصوصية فئاته. لقد عشتم مبادراتكم، حتى قبل إطلاقها، مستلهمين قَسَم عامية انطلياس شعاراً لنضالكم0 انتم رسل وحدةٍ تؤكد صمود الثوابت اللبنانية، فلا تُكسَر تحت الضغوط، ولا تندثر تحت خياراتٍ واهية ليست من صلب لبنان، ولا هي له.
أيُّها الحفل الكريم،
إن مستقبل لبنان بين أيدي أبنائه، ولا يمكن لأحد فرضه عليهم بالقوة. هذا منطق حياة هذا الوطن، وهو منطقٌ قابلٌ للتطور والارتقاء وفق تطور الحياة والأفكار والحقائق.
اليوم، إذ تفتتحون مهرجانكم، وانتم على أهبة الانطلاق نحو سنوات وسنوات إضافية من العطاء والرسالة، تلتقون هدفا جامعا، مع مبادرة الحوار الوطني الذي ينطلق للتلاقي والبناء.
لكم جميعا، تحية تقدير وكل ثناء. ابقوا على مستوى الأمانة الملقاة على عاتقكم، وقد اخترتموها للكِبَر سبيلا. انتم ركيزة انطلاق الوطن للمستقبل الواعد بالأحلام الكبار.