ندوة حول كتاب الدكتور ميشال جحا: "شعراء لبنانيين رحلوا"
السبت 20 آذار 2010
أدار الأستاذ حنا أبي حبيب هذه الحلقة حول كتاب الدكتور ميشال جحا بعنوان "شعراء لينانيين رحلوا". فقال أن فكرة الدكتور جحا تنبع من خوفه على الشعر من الضياع في زحمة التكنواوجيا الباهرة، فراح ينقّب في بطون الدواوين والكتب والمجلات عن قصائد رائعة بدأت تنسى. ثم أشار الى الكتاب السابق الذي أصدره الدكتور جحا في العام 2003 وعنوانه "أعلام الشعر العامي في لبنان".
وتكلّم الدكتور وليم الخازن فقال أن الدكتور جحا أديب وكاتب وباحث نذر نفسه للكتابة والتأليف، وهو صاحب الريشة الذهبية اللامعة التي طالما عكست ثقافته الواسعة. ثم سأل: "هل زال عهد الأصالة والشعر الجميل الذي يهزّ الكيان ويشفي القلب والروح؟" وتابع كلامه متكلماً عن الموسيقى الداخلية التي هي جزء من الشعر العربي. وقال أن الشعر الوارد في "شعراء لبنانيين رحلوا" يمدّ القارىء والسامع بنسمة روحية مريحة وهزّة منعشة.
وبعدها أعطى الدكتور وجيه فانوس رأيه حول الكتاب فقال أن الجهد الذي قام به الدكتور جحا يمتاز بصدقية علمية كما انه يسدّ احتياجات اساسية في المكتية العربية المعاصرة. وأحب الدكتور فانوس أن يسميّه "شيخ الأنطولوجيين العرب المعاصرين" لأن فضلاً عن كل ما سبق، يقدّم بعمله هذا مدرسة ومنهج عمل يحتذى من قبل الباحثين والعاملين في المجال الأنطولوجي. وأشار ان الدكتور جحا تناول في كتابه ستّ وثلاثون شاعر من لبنان واستعرض نبذاً من محطات حياتهم وطرفاً من واقع عيشهم ونماذج من نتاجهم الشعري. كما أنه عرض بعض القضايا كظاهرة الوراثة العائلية في الشعر اللبناني وظاهرة تراجع الشعر في لبنان. واعترف أخيراً ان ما قام به الدكتور جحا "ليس سوى جهد مؤسسة في فرد، وجلد دولة في شخص، وحبّ مواطن لبلده هو حبّ شعب بكامله".
وكذلك قدّم الدكتور جورج طراد مداخلته، فقال بدايةً أن هذا الكتاب سيبقى على طاولة كل من اهتم بالشعر اللبناني المعاصر، وسيظل مرجعاً يفيء اليه الباحثون. واضاف ان طريقة المقاربة التي اعتمدها الدكتور جحا هي علمية وموضوعية، وهو لا يتفلسف ونصوصه بمتناول الجميع. كما أنه أخذ مسافة من موضوعه تاركاً للباحثين الذين يستندون الى كتابه حرية ابداء الرأي الشخصي واطلاق الأحكام النقدية. وختم كلامه قائلا ان "يبق كتاب الدكتور ميشال خليل جحا وثيقة مميّزة وحفظاً رصيناً لأجزاء من ذاكرتنا الشعرية التي نريد لها ان تقاوم هجمة الجفاف المادي التي تداهمنا من كل صوب."
وبحضور جمع غفير من أقرباء هؤلاء الشعراء الذين غابوا، أخذت صورة تذكارية للقائهم في هذا الاحتفال أبناءً للشعراء أو أحفاداً أو أخوة، أو أبناء عم...
في واحدة من الظاهرات غير المسبوقة في لبنان.