كلمة في افتتاح مهرجان الكتاب التاسع والعشرين
للحركة الثقافية انطلياس
أيها الحفل اكريم
في غمرة مهرجانات الدين والدنيا؛ سنة الكاهن في تذكار مرور ماية وخمسين سنة على عودة القديس جان ماري فيانّيه، خوري آرس، شفيع الكهنة، إلى حضن الآب، وذكرى يوبيل ألف وست ماية سنة على عودة أبينا القديس مارون الناسك، أب الطائفة المارونية، إلى حضن الآب أيضًا، بالإضافة الى سينودوس الأساقفة في مسألة حضور المسيحيين في الشرق الأوسط، وإعلان بيروت عاصمة عالمية للكتاب، يبرز مهرجان الكتاب التاسع والعشرون للحركة الثقافية انطلياس، كأكليل غار يتوج عالم المهرجانات، كتاج يلمع ضياؤه في دنيا العلم والثقافة والمعرفة.
مهرجان الكتاب تقليد سنوي، كلما تقدم بالسنين ازداد فتوة ونضارة لأن الكتاب هو وليد كل عصر، وليد كل حقبة من التاريخ، فمهما بلغ من العمر طباعة يبقى جليسك الآني وجليس المستقبل الآتي. وهذا المهرجان التقليد، لم تمح السنون فرادته، ولن يجرف الاعتياد مكانته، بل له مع كل سنة حدث يميّزه إن لم أقل، به، يتميّز الحدث. كما السنة فهو سمة فارقة لبيروت عاصمة عالمية للكتاب، لأنه إذا كانت بيروت هي عاصمة عالمية للكتاب لسنة 2009-2010، فمهرجان الكتاب هو عاصمة الكتاب الدائمة.
يا أهل الثقافة والعلم والمعرفة أنتم مهرجاننا وأنتم الفخر للكتاب إذ جعلتم منه مرجعكم وخبزكم اليومي، لأن الكتاب هو كلام الصمت، والصمت المتكلم.
بخشوع المهرجان أوجّه تحية إكبار لراعي الاحتفال فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال سليمان، الذي علّمنا أنَّ أَخفَّ الأحمال على المناكب، الرسالاتُ العُلى، بكل ما تختزن من ضَنَى المُجاهَدةِ والانصهار، ومشاركةِ العَلِيّ في رحلة الشّوكِ والدمِ والحرابِ والمسامير، وجعلِ الموتَ قيامةَ حياةٍ لا تنتهي.
يا رحبنا بكم أرحب، يا أهلنا بكم أرحب، يا عشّاق الفكر والثقافة والمعرفة بكم أرحب، يا جلساء الكتاب وسمّاره بكم أرحب، باسم الدير والحركة الثقافية انطلياس، في حفل افتتاح مهرجان الكتاب التاسع والعشرين، فبكم وبأمثالكم يليق الترحاب والترحيب. والسلام.
انطلياس في 6/3/2010
الأب جوزيف عبد الساتر
رئيس دير مار الياس
والحركة الثقافية انطلياس