أعلام الثقافة في لبنان والعالم العربي
تكريم الدكتور شفيق المصري
الاثنين 15 آذار 2010
أدار هذه الحلقة المميّزة د. عصام خليفه لتكريم الدكتور شفيق المصري. وقال بدايةً أن المحتفى به هو سلطة معرفية كبيرة وأكاديمي مرموق تخرّج على يديه آلاف الطلاّب من جامعات لبنان الكبرى. وهو انسان كبير الاخلاق مليء باللطف والاحترام. هوابن الريف الطيّب الذي تعلّم في مدرسة القرية قيم الشهامة وكبر الاخلاق. وبعد نيله شهادة الدكتوراه بتفوّق عام 1982، أصبح استاذ مادة القانون الدولي والعلاقات الدولية في جامعات عدّة. و قال متوجهاّ الى الدكتور شفيق المصري:" ستكون ابحاثك ودراساتك الرصينة والعقلانية من أسلحة شعبنا الأقوى، وسنستمر معاً في الدفاع عن لبنان الدولة والشعب والرسالة وعن حقوق الانسان في مجتمعنا وعلى امتداد عالمنا العربي الواسع".
ثم تكلّم الدكتور محمد المجذوب وبدأ بذكر الجامعة اللبنانية التي اعتبر انشاءَها حدثاً وانجازاً رائعاً في تعزيز مسيرة الاستقلال. ثم تكلّم عن الحركة الثقافية في انطلياس فقال أنها رسالة متألقة للعالمين وقدوة للباحثين عن روائع العيش المشترك. ثم تكلّم عن مسيرة المحتفى به الدراسية التي دائماً ما كان يتوجّها النجاح. وأشار إلى ان الدكتور شفيق المصري مثقف كبير وديبلوماسي في كلامه ومنفتح على كل التيارات والاتجاهات. كما أنه تألق في مهنة التعليم الجامعي التي اعتبرها رسالة لا وظيفة. وكان يعتقد ان الدراسات والأبحاث ليست مجرّد نشاط فكري مستقل عن الزمان والمكان والأحداث. فكان يناشد بعدم الابتعاد عن وقائع الحياة وهموم المجتمع. وقال الدكتور المجذوب اخيراً:"انه مثال اللبناني العربي الأصيل الذي يرى ان كل نظام سياسي واجتماعي يجب ان يكون على اساس ديمقراطي، وأن الأنسان، في سلّم القيم الاجتماعية، يجب ان يكون ويبقى الغاية والهدف والنهاية".
ثم تكلّم المحتفى به الدكتور شفيق المصري، فبدأ بشكر الدكتور محمد المجذوب الذي لطالما تأثر بالتزامه الأكاديمي وبسلوكه الراقي، كما أنه شكر صديقه الكبير الدكتور عصام خليفه على شهادته. ثم وصف الحركة الثقافية بأنها المنبر الصادق الجريء الذي يعبر عن ضمير لبنان الموحد ويشكل ال درع الواقية لحمايته. ثم تكلّم عن دروسه العامة في مواد التاريخ والسياسة والقانون. فتعلّم من التاريخ ان لبنان بلد محكوم بجغرافيا وليس حاكماً لها. وهو بالتالي ساحة للقوى الكبرة المتنافسة عليه. وبحديثه عن السياسة، قال ان لبنان شهد تعرّجات كثيرة وخطيرة مع جنوح بعض السياسيين، وقال انه لا بد حيال ذلك من اعتماد بعض السياسات الأكثر صوابة. أما بالنسبة لما استنتجه من القانون، فهو يعتقد ان ثمة ضوابط قانونية مستقرة تنظّم الحياة السياسية في لبنان، كتطبيق الدستور اللبناني بالكامل وعدم تهميشه او مخالفته. وختم بالقول ان بالنسبة للنزاع اللبناني-الاسرائيلي، لا بد من العودة الى ثلاثة ضوابط قانونين، الا وهي اتفاقية الهدنة، القرار الدولي رقم 426 والقرار رقم 1701.
وأخيراً قدّم د. أنطوان سيف درعاً تذكارية للمحتفى به تحمل اسم الحركة الثقافية - انطلياس وشعارها، مع صورة نسخة طبق الأصل لعامية انطلياس أو عامية 1840.