نظّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" ندوة حول كتاب الاستاذ "فريد شهاب": "رهان على ضمير وطن" شارك فيها الأستاذ نعمت افرام والدكتور زياد الحافظ والأستاذ أنطوان قسطنطين وأدارها الدكتور الياس كسّاب.
رحّب مدير الندوة، الدكتور "الياس كسّاب" بالمشاركين في الندوة حول كتاب الاستاذ "فريد شهاب": "رهان على ضمير وطن". وهذا المبدع راهن على انشاء مؤسسة تدوم وتتفتح فيها المواهب والطاقات ويشعر كل فرد فيها بأن الكفاءة هي المعيار الذي يحكم بعيدا عن المحسوبية وعبادة الاشخاص، وقد نجح بذلك. فقد أطلق مشروعه الرؤيوي من خلال شراكة حقيقية بين الفرد والدولة، وطرح حلولا اقتصادية رائدة بمضمونها وجدواها للمشاكل الحياتية العالقة ان على صعيد الافكار أو على صعيد التمويل من خلال تشكيل مجموعة مدنية ومجلس حكماء والمجموعة المدنية المؤثرة ، فكانت الخطط الخمسية التي تضمن النمو وتزيد فرص التوظيف وتحقق عوائد ، وتنظّم انتخابات العام 2013 النيابية. وسيناقش الكتاب كلّ من رئيس جمعيّة الصناعيّين اللبنانيّين الأستاذ "نعمت جورج افرام" والمسؤول اسابق في المؤسسة المالية الدولية، الكتور زياد الحافظ.
قال الأستاذ"نعمت افرام" أنّهيوافق صديقه الرأي بأنّ أحداثًا تطورت و تعاقبت وحالت دون بناء الضمير الجامع. ونحن في "لبنان" نمتلك رسالة الغنى في التعدد والوحدة في التنوع، وهي مصدر قوة لوطننا وطريق للنجاح. وذكر أنّ "شهاب" وضع خطة خمسية تطال تحويل مواردنا المائية إلى مصدر دائم للعوائد. وأشار "شهاب" إلى أهمية استحداث حقول للطاقة الشمسية فوق قمم جبال لبنان، والتركيز على التكنولوجيا العالية والبيئة والاقتصاد المبدع. وتحدث عن لامركزية إنمائية وعن إشراك المواطن في الاستثمار، وعن دور المجتمع المدني في التأثير على الرأي العام. ولكن اعتبر الأستاذ "نعمت افرام" أنّ ما نراه على أرض الواقع، هو احتكار الطبقة السياسية لعملية التأثير في سير الأحداث. هكذا تسيست الملفات كافة. لهذا السبب نواجه أزمة لم نشهد لها مثيلا : ديننا العام في حدود ال60 مليار دولار، لناتج محلي ب 41 مليار دولار. موازنة ب13 مليار دولار، 3 مليار دولار منها ستذهب لسد العجز في مؤسسة الكهرباء وحوالى 4 مليار لخدمة الدين. وفي المؤشرات الاقتصادية، عجز الموازنة سيبلغ 10% أمّا النمو فلن يتعدّى ال2.5%. ولفت إلى أنّ "شهاب" يطرح مشروعًا مختلفًا، عسى نعيد إلى "لبنان" مجموعة القيم التي تشكل عمليا ذلك المختبر المثالي للتفاعل الثقافي الايجابي. وهكذا يصحّ الرهان على ضمير الوطن، ونتخلص من الرشوة والفساد، في سبيل المؤسسات والقانون.
اعتبرالدكتور"زياد الحافظ" أن تقييم أيّ منتوج فكري لا يمكن أن يتمّ بمعزل عن الظروف والبيئة المحيطة بالمؤلف، كما أن المقيّم يمارس مراجعته للمنتوج من خلال خلفيته الفكرية والسياسية. ويجسّد كتاب "شهاب" حقبة سياسية اقتصادية اجتماعية تعمّ المنطقة ولبنان وإلا لا نستطيع أن نفهمه. فهو في آن واحد صرخة وجع وآلام ونداء في تفاؤل بالمستقبل بل هو فعل ايماني بامتياز وهذا عمل نادر في هذه الأيام. يترسّخ ذلك الانطباع منذ الصفحات الأولى. وذكر أنّ أكثر ما يشدّه هو محاولة "فريد" إرساء رؤية سياسية وإن لم يلفظ الكلمة. فهو يتكلّم على "رهان على ضمير وطني" عبر مشروع "اقتصادي" بامتياز وآلية لتنفيذه بعيدًا عن "السياسة" لكنّ الدكتور "الحافظ" يراه مشروعًا سياسيًا قبل أي شيء آخر. وساهم اعتزازه بجذوره العربية وانتماء عائلته لقريش في تكريس إنصهار "لبنان" في البوتقة العربية. فالكتاب هو أكثر من "محاولة" في الاقتصاد، كما لو أنّه انقلاب غير معلن على النخب الحاكمة في "لبنان" ورؤية جديدة للمجتمع. والهدف ربط أواصر مكوّنات المجتمع في "لبنان" في وعاء الضمير الوطني والإنتماء إلى الوطن.
واعتبر أنّ فرص نجاح مشروع "فريد" رهن بالاستقرار في المنطقة بشكل عام وفي دولة الجوار الشقيقة "سوريا". وقد قدّم "شهاب" الآلية التي تعتمد على تبنّي "ميثاق" وايجاد ما يسميه ب"مجلس الحكماء". ولا يفتقد "لبنان" إلى "الحكماء"، لكنّ الرغبة في العمل المشترك مفقودة. ويتضمن "الميثاق" مجموعة مبادئ للعمل العام والقيام بالمشروع. وما استوقف الدكتور"زياد الحافظ" هو المنهج المتّبع فكأنّك أمام عرض تسويقي بإمتياز.وبشكل مختصر، يهدف المشروع الشهابي إلى تحقيق تنمية مستدامة ومتوازنة بين المناطق على قاعدة تطوير الثروات المائية والطاقة الكهربائية والبيئية.
وأخيرًا تساءل الدكتور "حافظ" هل يمكن للبنان أن يقوم بذلك المشروع التنموي بمعزل عن ما سماه التشبيك مع دول الجوار وبخاصة بلاد الشام والرافدين؟ فالمشاريع ذات الطابع البنيوي كشبكات المياه والطاقة وسكك الحديد أساسية ولكن أعتقد أنّ جدواها الاقتصادية تكون أكبر وأسهل ما كانت على صعيد المنطقة. ولفت النظر إلى أنّ مسألة توزيع الثروة وتحقيق العدالة الاجتماعية، فالاكتفاء بالنمو الاقتصادي الذي يركّز عليه "فريد شهاب" كاف لمعالجة الفجوات الاجتماعية بين مكوّنات المجتمع اللبناني وبين المناطق وإن كان حريصًا على إشراك كل المناطق في لبنان في عملية النمو.
وشرح مؤلّف الكتاب "فريد شهاب" خلفيّة مشروعه التي تقوم برأيه على إبعاد السياسة والسياسيين عن هذا المشروع لأنّ السياسة يجب أن تخدم الاقتصاد وليس العكس وشدّد على أنّ مشروع الاستفادة من الماء يجمع كلّ الطوائف حوله ويدرّ 10 مليارات دولار سنويًا كدخل وطنيّ، والأهم أنّه يجمع الناس حوله.
أمّا مترجم الكتاب ومنسّقه، الأستاذ "أنطوان قسطنطين"، فشرح بدوره مقاصد المؤلّف وهدف مشروعه على المستوى الوطني عمومًا والاقتصادي منه بشكل خاص.