ندوة عن كتاب "كلمات عابرة" لمعالي النقيب جريج في مهرجان الكتاب انطلياس

 

 

كتاب "كلمات عابرة" لمعالي النقيب رمزي جريج، عنوان ندوة نظمتها الحركة الثقافية انطلياس، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 38 – دورة المعلم بطرس البستاني، شارك فيها الرئيس الدكتور عصام سليمان ومعالي النقيب شكيب قرطباوي والنقيب بسام الدايه، وأدارها المحامي جورج بارود، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور عدد من المثقفين والمهتمين وزوار معرض الكتاب.

 

بعد النشيد الوطني، كانت كلمة لمدير اللقاء بارود، لفت فيها إلى أن الكتاب "يصب في خانة التوثيق لمرحلة تحمّل فيها الوزير جريج مسؤوليات جمّة يوم كان نقيبًا للمحامين في بيروت ووزيرًا للاعلام، إلى جانب كلمات وخطب ألقاها وبيانات أصدرها ومرافعات أدلى بها في دعاوى ترتبط بمسائل وطنية وإعلامية وحريات عامة".

وتحدث عن بداية معرفته بالنقيب جريج العام 2006 وتوطدها يوم انتخب نقيبًا للمحامين العام 2007، ونوه بشخصيته "فهو الرجل العالم، الشهم، الشفاف المسؤول، النظيف الكف واللسان، البعيد النظر والملتزم، والذي يُعتبر مثالاً في المناقبية ويُحتذى به، يمثل رمزًا من رموز العمالقة الذين تولوا سدة المسؤولية على رأس نقابة المحامين في لبنان".

وانتقل إلى الحديث عن الكتاب، فاعتبر أنه "يعكس بصورة واضحة رؤى رمزي جريج النقيب والوزير، وانفتاحه المهني والمعرفي على العالم ونظرته إلى الحريات العامة وقضايا الحق بوجهه المطلق".

وعرض ما يتضمنه الكتاب من سيرة ذاتية وإنجازات في نقابة المحامين ووزارة الاعلام، بالإضافة إلى دراسات منشورة عن بعض الامور الدستورية المطروحة أو الدراسات التي ترتبط بالقانون بوجه عام منها التجاري ومنها ذات الطابع الدولي الخاص ومنها التحكيمي، وكذلك مرافعتا قضية إقفال محطة الـ MTV وجريمة اختطاف الامام موسى الصدر اللتان تجسدان نمطًا جديدًا في المرافعة أمام المحاكم الجزائية، بالابتعاد عن الاسلوب الخطابي لمصلحة الاسلوب التحليلي العلمي.

 

سليمان

وألقى الرئيس سليمان كلمة لفت فيها إلى أن المقالات في الكتاب جاءت في سياق واحد مشدود إلى ما يطمح إليه الكاتب ألا وهو إصلاح أداء المؤسسات الدستورية وسائر المؤسسات في نظامنا السياسي. وأشار إلى أن المؤلف تناول المفاصل الأساسية في النظام الدستوري ورئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء وقانون الانتخابات النيابية والمجلس الدستوري وتفسير الدستور، والمنهجية التي اعتمدها ترتكز على فهم الواقع بأبعاده المختلفة في ضوء النصوص الدستورية والتجربة التي عايشها، وما عايشه في المجال الدستوري يندرج في إطار العلاقة الجدلية بين التحديث والتقليد في صياغة النظام الدستوري وطغيان التقليد في الممارسة.

ونوه بتأكيد جريج في الكتاب أن عملية التشريع لا تستقيم إلا بالعودة إلى الدستور، القانون الأسمى في الدولة، بالمجلس الدستوري ضمانة الشرعية الدستورية.

وتناول سليمان جدلية علاقة المجلس الدستوري والنظام السياسي بين التقدّم والتخلّف، وأشار إلى أن المؤلف يؤكد ضرورة التقيّد بما نصّت عليه وثيقة الوفاق الوطني وإعادة صلاحية تفسير الدستور للمجلس الدستوري.

ووافق سليمان جريج على ضرورة إعطاء رئيس الجمهورية صلاحية تعيين أعضاء المجلس الدستوري إلا أنه يخالفه في اقتراح تعيين رئيس المجلس من رئيس الجمهورية بل أن يبقى رئيس المجلس منتخبا من الأعضاء حفاظا على استقلاليته، ويخالفه في تعيين الأعضاء من رئيسي مجلس النواب والوزراء لأن ذلك يدخلهم في محاصصة وقد يؤدي إلى تناحر داخل المجلس الدستوري حيث استقلالية أعضائه شرط أساسي للقيام بواجبهم.

ولفت إلى أن المؤلّف استعرض المراحل التي مر بها المجلس الدستوري قبل 5 حزيران 2009 والانتكاسات التي تعرض لها وأدت إلى شل عمله بين آب 2005 وحزيران 2009.

وشدد سليمان على أن المجلس الدستوري يتابع مسيرته باستقلالية تامة عن مختلف القوى السياسية، على الرغم من نكسة جتعطيل نصابه في جلسة الطعن بقانون تمديد ولاية مجلس النواب في العام 2013.

 

قرطباوي

بدوره ألقى النقيب قرطباوي كلمة بدأها بالسؤال: هل هي "كلمات عابرة" أم "كلمات باقية"؟، مؤكدا انحيازه إلى جرجي مع عدم تخليه عن واقعيته.

ثم تحدث عن تاريخ معرفته بالمؤلف منذ العام 1979 وتوطّد العلاقة بينهما وتعلّمه منه أن "الشكل يسبق الأساس وهو مدخل إلى هذا الأساس"، وشدد على تشاركهما الاحترام المطلق للقضاء وأهمية استقلاليته.

وتناول حبه للأدب ولا سيما الشعروإلمامه المميز باللغة العربية وآدابها. وتحدث عن اتفاقهما الدائم في المبادىء الوطنية والأخلاقية والأصول المهنية على الرغم من اختلافهما في السياسة.

 

الدايه

كذلك ألقى النقيب الدايه كلمة للمناسبة شدد فيها على ان المتعة والفائدة هما السمتان الأساسيتان في كل المصنّفات القيمة التي تختزن نبضات حياة ودفقات فكر بأسلوب سلس ومشوّق تتجسّد فيه متعة القراءة. معتبرا أن كتاب "كلمات عابرة" هو الوجه الحقيقي لجريج الذي حافظ في كل المواقع على مكانة اجتماعية ووطنية مرموقة بالتكافل والتضامن مع زوجته السيدة منى.

وانتقل إلى الحديث عن الكتاب ومواضيعه، فأشار إلى أن القارىء يجد في كل سطر تقريبا خلاصة إنسانية أو فكرية أو قانونية أو وطنية، زينتها أولا نبذة من سيرته وبعض من علاقاته وإنجازاته وتبع ذلك مقالات وخطب عن وجوه وأسماء عايشها فشهد لها بمحبة وإنصاف، ومن ثم عالج مسألة القيم ولاسيما الحرية والدفاع عن حق السلطة القضائية في استقلاليتها الكاملة.

ونوه بمناقبية جريج ونجاحه.

 

 

جريج

ختاما كانت كلمة للمؤلف شكر فيها للمشاركين كلماتهم، منوها بمسيرتهم المهنية وكفاءاتهم.