مناقشة كتاب "الصحافة اللبنانية 1850-1943" لجوزيف أبي ضاهر
"الصحافة اللبنانية 1850-1943" كتاب للأستاذ جوزيف أبي ضاهر، نظمت عنه الحركة الثقافية – أنطلياس ندوة، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب، شارك فيها الدكتور نسيم خوري والأستاذ صلاح سلام والأستاذ جان دايه، وأدارها الأستاذ ميشال معيكي.
بعد النشيد الوطني، ألقى معيكي كلمة شدد فيها على أن "هاجس الحرية يبقى مؤرقا توجهاتنا في هذه المنطقة، منذ مئات السنين وحتى الزمن الآتي"، وتحدث عن أبي ضاهر "الموثّق والدؤوب والكاتب والشاعر والرسام". ثم انتقل إلى "الدور التنويري للصحافة التي انخرطت أقلامها في المعارك النضالية الكبرى في لبنان وقضايا العرب". وعدد شهداء الصحافة الذين سقطوا في سبيل حرية الفكر والتعبير، بالإضافة إلى ممارسات النفي وإيقاف المطبوعات والاعتقالات.
خوري
شدد الدكتور خوري بداية على الفرق الكبير بين الصحافة اللبنانية والصحافة في لبنان، وقال: "صحيح أن لبنان هو "ميديا ستيت" كما أسميه في مؤلفاتي، لكن الأصحّ أننا انتقلنا من الصحافة إلى الإعلام الذي يظهر أدوات خطرة مباحة ومستباحة في ما يسمونه الساحة تدليلا إلى الوطن". وانتقد الإعلام اليوم.
ونوه بالكتاب وبجامعة سيدة اللويزة، وقال: "ننتظر منها القسم الثاني من هذه الموسوعة، أعني الجزء المر الذي يعكس تاريخ لبنان المعاصر أي الصحافة في لبنان".
سلام
شدد سلام على أن الصحافة مرآة المجتمع ودينامو الحياة اليومية، ولفت إلى أن قادة الرأي والرواد الأوائل للصحافة اللبنانية أدركوا أهمية الكلمة ودورها في تطوير المجتمعات فبدأوا منذ أواخر القرن الثامن عشر بإصدار الصحف، وتناول الدور الريادي للصحافة وتوزع إصداراتها بلغات عدة، إلى أن أدت ظروف الحرب إلى هجرة بعض المؤسسات ومغادرة العديد من الصحافيين باتجاه دول الخليج.
وانتقد تعاطي السلطات الأجنبية مع الصحافة اللبنانية في بداياتها، لجهة خنق الحريات وملاحقة أصحاب الأقلام الحرة إلى حد تعليق المشانق، مرورا بفترة الانتداب الفرنسي الذي لم يكن أكثر رحمة، وصولا إلى العهد الاستقلالي الذي تعرض فيه صحافيون إلى الاغتيال والاعتقال.
دايه
نوه دايه بالنهج الذي اتبعه أبي ضاهر، ورأى أن من حقه مع عدد من مؤرخي الصحافة "نيل وسام من رتبة مؤرخ".