لقاء مع عالمة النفس مارتين الزغبي بعنوان:
انا أقوى من غضبي
إدارة: الدكتورة هدى رزق حنّا
الثلاثاء 6 آذار 2018
محور جلستنا اليوم في مهرجان الكتاب هو الغضب وكيفية السيطرة عليه. يختلف الغضب عن الحزن وعن الاحتجاج. قد نحزن ونعترض دون أن تُبديَ ملامحنا غضباً أو غيظاً. الأولاد يغضبون حين يرفضُ أهلهم تلبية رغباتهم او حين يجرحُ أحد الرفاق شعورهم او يهين أحد كبرياءهم ومعتقدهم. نتائج الغضب، عند الصغار أيضاً، قد تكون سلبية وأحياناً مؤذية. يعبّر البعض عن غضبه بالضرب وبالصراخ والبعض الآخر يلجأ الى الشتائم ويرمي الأشياء على الأرض وفي بعض الأحيان يؤدّي الغضبُ الى العنفِ ومن ثمّ إلى الندم إذا مورِسَ على الأقربين. هل من الممكن السيطرة على الغضب؟ وكيف يمكننا السيطرة عليه حتى لا نؤذي الآخر؟ هل يشكّل التصرّف العنيف حلاً للمشكلة التي سبّبتْ الغضب؟
وَجّهتُ هذه الأسئلة الى عالمة النفس السيدة مارتين زغبي وهي تمارس مهنتَها حالياً في مدرسة
Val Père Jacquesفي بصاليم. فبعد أن أمضت أكثر من خمسة عشرة عاماً في مزاولة هذه المهنة ضمن ثلاث مدارس متنيّة، أصبحت مظاهر الغضب وآفاته عند التلامذة شيئاً مألوفاً لديها وقد لبّت دعوتنا اليوم لتجيبَ على اسئلتنا.
بدأت السيدة مارتين حديثها بالتمييز بين حاجاتنا الماسّة وبين نزواتنا. يعمل الأهل على تلبية حاجات أولادهم الضرورية كالأكل والعلم والطبابة لكنهم غير مجبرين على تلبية نزاوتهم كشراء دراجة أو ألعاب الكترونية مثلاً. فتلبية الحاجات الحياتية ضرورة ماسّة لا يمكنها الانتظار اما الرغبات فبالإمكان تأجيل الاستجابة لها لمدة قصيرة او طويلة من الزمن.
وإذا ارادَ الأهل معاقبة أولادهم فعليهم ان يحرموهم من تلبية نزاوتهم لا من تلبية حاجاتهم. يستطيع الأهل تربية الأولاد على التخلّي عن رغباتهم أو على الأقل على تأجيل تلبية هذه الرغبات لفترة معيّنة.
استعانت عالمة النفس بفيلم videoقصير عنوانه l’enfant- roi لترسيخ هذه الفكرة في أذهان التلاميذ ثم انتقلت الى مظاهر الغضب عند الأولاد.
فاستعانت بصورٍ عُرِضت على الشاشة تُظهِرُ التغيير الذي يُحدِثُه الغضب على ملامح الوجه وعلى حركة اليدين والرجلين وعلى تصرّف الفرد الغاضب عامةً. وأصرّتْ على قُبحِ ملامحِ الانسان الغاضب وعلى قلّة السيطرة على حركة أعضائه وعلى تصرّفه. استعملت كلمات جديدة ومُلفتة وهي méchabouche-méchamain-méchavisageإذ يجعل الغضب أيدينا وأرجلنا عدائية ومؤذية وقد ينتجُ عنها ضرراً أو حتى خطراً على الأصدقاء وعلى الأعداء.
ثم اقترحت ضيفتنا على جمهورها الفتيّ أن يخبرها البعض، من منظارهم الخاص، كيف يمكن السيطرة على الغضب. أذهلتنا أجوبة التلاميذ (مدرسة عينطورة، القديس جاورجيوس بصاليم، lycée provincial) إذ عبّرت عن حكمة وعن رصانة قلّ ما يتّسم بها الأولاد في هذا السنّ المبكر.
أحدهم أجاب بأنه يلجأ الى التعداد من الواحد الى العشرة قبل التلفّظ بالشتائم والآخر عرض فكرة اللجوء الى غرفته بسرعة حيث يمكنه القراءة واللعب فالنسيان. اقترح البعض حلّ الاتكال على الله والصلاة حتى الشعور بالسكينة ومنهم من عرض فكرة القيام بتمارين الـyogaلتهدئة روعه.
استمعت عالمة النفس الى اقتراحاتهم بانتباه وباشرت بتلخيصها وبتبسيطها كالآتي:
لِتلافي نتائج الغضب السلبية يجب ان:
1- نتنفّس بعمق
2- نلجأ الى البكاء
3- نغسل وجهنا بالماء البارد
4- نغادر المكان الى مكان آخر
5- نخرج من البيت ونمشي لبعض الوقت
6- نقرأ مجلات مصورة (bandes dessinées)
7- نستمع الى الموسيقى
8- نكتب عبارات الغضب على ورقة ونمزّقها فيما بعد
هذه الوسائل بسيطة لكنّ مردودها كبير إذ أنها تُحجّم الغضب وتحدُّ من بطشهِ
أَهت السيدة مارتين كلمتها بتشبيه الغضب الى غوريلاّ يجب كبتها وتحجيم قوّتها حتى نتمكن من السيطرة عليها ومنعها من تدمير من وما حولها.
هدى رزق حنّا