مهرجان الكتاب انطلياس: ندوة عن كتاب "استكشاف الوقت في لبنان والشرق الأوسط"
نظمت الحركة الثقافية انطلياس، في إطار المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 38 – دورة المعلم بطرس البستاني، ندوة عن كتاب "استكشاف الوقت في لبنان والشرق الأوسط"، على مسرح الأخوين رحباني في دير مار الياس انطلياس، في حضور عدد من المهتمين وزوار معرض الكتاب.
بعد النشيد الوطني، ألقت مديرة الندوة الدكتورة سعاد سليم أبو الروس كلمة عرّفت فيها بالمنتدي الدكتور عاطف عطية الحائز دكتوراه في الآداب والعلوم الإنسانية وصاحب المؤلفات ال 23 في سوسيولوجيا المعرفة والدين والسياسة.
وانتقلت للتحدث عن الكتاب الذي اعتبره "نموذجا لتكامل الاختصاصات في مجالات العلوم الإنسانية، فالتاريخ وعلم الآثار والأدب وعلم الاجتماع والفلسفة تضامنت لكشف مختلف مفاهيم وممارسات الناس في لبنان والعالم العربي في المسيحية وطقوسها وكتبها والوثائق المختلفة والروايات وفي فلسفة الإسلام في الممارسات اليومية والأدب الشعبي".
وشددت على أن هناك ارتباطا عضويا بين الدين والوقت، من الاحتفالات والأعياد وممارسة الزيارات، ولفتت إلى أن في الكتاب مقالات عدة خُصصت لتحليل مفهوم الوقت في مجال علم الاجتماع، وأشارت إلى أهميته في مجال الصناعة والعمل والحياة الجامعية والاجتماعية ومختلف مجالات الحياة.
عطية
وكانت مداخلة للدكتور عاطف عطية بعنوان "الحقيقة الاجتماعية للوقت"، عرّف فيها الوقت بأنه "التسلسل الزمني الذي نرافقه من دون إرادة منا أو وعي، ويسير بسرعة عجيبة ومخيفة"، ولفت إلى أن "الوقت ليس واحدا موحّدا على امتداد المجتمعات الإنسانية، فهو في المجتمعات البريّة والتقليدية يختلف عن المجتمعات الحديثة والمتقدمة، والاهتمام به والإفادة منه يختلفان بين مجتمع وآخر... من هنا كان من الضروري للمجتمعات المختلفة أن تنظر إلى الوقت نظرات مختلفة ومتميّزة بحسب موقعها على السلّم الاجتماعي – الثقافي".
وبيّن "إلى أي مدى كان استعمال الوقت ضرورة من ضرورات ممارسة الحياة العملية، في شقّيها الديني والدنيوي". وأشار إلى أن الأوراق العربية لمؤتمر "استكشاف الوقت في لبنان والشرق الأوسط" أظهرت العلاقة بين المجتمعات والزمن من خلال الأوقات والمناسبات التي يوجدها كل مجتمع في علاقته بالطبيعة والدين، وفي علاقة أفراده بعضهم ببعض، من ناحية محطات العمر الرئيسية من الولادة إلى الموت، وكل ما يرتبط بذلك من تقاليد وعادات وطقوس تعمل على استمراريتها في أوقات محددة ترسخ في الذاكرة ويعاد إنتاجها في مناسبات لا بد من أن تحدد بالوقت في مسار زمني لا ينتهي.