الذكرى 70 لشرعة حقوق الانسان
مبادرة السفراء الشباب
إدارة الدكتورة تراز الدويهي حاتم
13 آذار 2019
إلى السفراء الشباب، الدفعة الأولى 2018 – 2019
أيها الحضور الكريم، مديرات ومدراء المدارس المشاركة،
أهلاً بكم أيضاً وأيضاً،
فبعد اللقاء والاحتفال الذي دعت اليه الحركة الثقافية – انطلياس في الرابع من كانون الأول 2018 تحت عنوان "حقّنا" بمناسبة الذكرى 70 للإعلان العالمي لشرعة حقوق الانسان (1948 – 2018)، يوم أطلقنا الدفعة الأولى من السفراء الشباب للتعريف بشرعة حقوق الانسان ونشرها والدفاع عنها، كانت محطة ثانية في الثالث عشر من آذار 2019، ضمن فعاليات المهرجان اللبناني للكتاب السنة الثامنة والثلاثون "دورة المعلّم بطرس البستاني". يومها اختلف المشهد: غابت كلمات المحاضر البروفسور شبلي ملاّط وشهادات ممثلي عدد من الجمعيات التي تُعنى بحقوق الانسان، وحلت مكانها "مبادرات السفراء الشباب" الذين تلقفوا "الأرث العالمي للدفاع عن هذه الحقوق": حملوه الى بيوتهم، إلى مدارسهم وصفوفهم، ورجّعت خشبة هذا المسرح أصداء مشاريع عدة تميزت بشموليتها. فجسدت الكوريغرافيا بتوقيع الرقص وصحبة الالحان الايقاعية شبه احتراف مدهش. اما النصوص الأدبية ذات الصلة بهذه الحقوق او تلك المبتكرة من عناوين للمشاريع كَـ "أمل"، "صار الوقت" "تركا تكبر"، أو حملات ترويجية إعلامية على عبوات ماء صغيرة لمكتومي القيد الذين ينتظرون "الهوية" فحملت كلها تماسكاً منطقياً وترابطاً بالأفكار. ساعد في كل ذلك جهد علمي تركز على بيانات إحصائية ومقابلات وتحقيقات قصيرة قام بها السفيرات والسفراء الشباب مع رفاقهم في المرحلة الثانوية. اما نحن لجنة التحكيم: الأمين العام للحركة الثقافية – انطلياس الدكتور أنطوان سيف، وزميلاتي في هذه الحركة د. نجاة الصليبي الطويل أمينة التربية ود. هدى رزق حنا أمينة الفنون وزميلتنا في كلية الآداب في الجامعة اللبناني – الفرع الثاني رئيسة قسم الآثار د. ندى كلاّس وأيضاً زميلتنا في كلية الآداب في الجامعة اللبنانية – الفرع الأول، من كرمتها حركتنا كعلم من اعلام الثقافة اللبنانية في هذه الدورة د. رُلى ذبيان والسيدة الملتزمة تعميم الثقافة زينة مانجان صليبي، وانا من حملت هذا المشروع كطفل، لا بدّ من رعايته لينمو ويزدهر... اما نحن اذاً أعضاء اللجنة التحكيمية، فكانت لنا الدهشة والفخر والاعتزاز... وسعادة لا توصف.
فالسفراء الشباب استوعبوا دورهم، والوعد الذي قطعوه على أنفسهم يوم تسلموا أوراق اعتمادهم في 4 كانون الأول 2018، بالتزام مبادئ الشرعة العالمية لحقوق الانسان... والعمل على نشر ثقافتها والقيام بمبادرات لتعميم فائدتها للارتقاء باستمرار الى إنسانية اشمل وأسمى. وجاء تجاوب كل من رفاقهم، والمسؤولين في الإدارات التربوية في مدارسهم، واساتذتهم، ومدربيهم، واهاليهم، فتميز ما قدموه من اعمال وانشطة بالنضوج والجدية والرصانة والطابع العلمي... فمعهم سيكون المستقبل مشرقاً ولا خوف على الانسان في لبنان.
فما قمتم به يا صبايا وشباب الشرعة العالمية لحقوق الانسان، عظيم جداً. هو مشروع ألف انسان والف عائلة، مشروع يصح توصيفه "بحبة الخردل" نعم، ولكنه يندرج تحت عناوين المواطنة والإنسانية. "فكما حبة الخردل هي أصغر جميع البزور التي على الأرض. ولكن متى زُرعت تطلع وتصير اكبر جميع البقول، وتصنع اغصانا كبيرة، حتى تستطيع طيور السماء ان تتآوى تحت ظلها" مرقس فصل 4. هكذا مبادرتكم ستكبر وتزهر وتظلل محتاجيها.
ختاماً،
هذه المحطة الثانية في مشروعنا المشترك معكم لن تكون الأخيرة. وسيكون لنا معاً متابعة وتصويب نحو الأهداف العملية، وهنا اسمحوا لي ان اقترح على إدارات المدارس الكريمة وعلى السفراء الشباب بعض الأفكار:
1- انشاء "نادي لشؤون حقوق الانسان" في مدارسكم مساهمة في التربية على المواطنة. فالتربية هي أولى اهداف المدارس، يليها التعليم.
2- تقديم مبادرات السفراء في احتفاليات نهاية العام الدراسي على مسارح مدارسكم لتعميم الفائدة وايصال الرسالة الى شريحة أوسع من المواطنين.
3- دعوة الجمعيات الأهلية التي تعنى بحقوق الانسان للتعرف على انجازاتكم والتفاعل معكم وإعطاء مبادراتكم البعد الأوسع والأشمل.
وأخيراً، اشكركم لأنكم اعطيتموني فرحاً عظيماً واشجعكم للسير قدماً مثالاً للمواطنين المدافعين عن القيم الإنسانية الحقة.
أيها الحضور الكريم،
أما المعايير التي اعتمدتها اللجنة فقد ركزت على الابتكار والصدق في المقاربة ومعالجة مواضيع جديدة، غير مستهلكة، كما على اشراك أكبر عدد من الأشخاص في بلورة مشروعهم. معايير، انسحبت على المضمون كما على طريقة العرض والتعبير.
ان المدارس المشاركة عددها 10. عرضت كل مجموعة نتيجة عملها خلال عشر دقائق. وتخلل العروض مداخلة قصيرة لـِ نتالي غوش عن موضوع حقوق الانسان في كتاب Véronique Olmi بعنوان Bakhita، وأخرى لـ جُوان رزق حول الموضوع عينه في كتاب David Diop بعنوان Frère d’âme. ما يدل على التزام الأدب أيضاً الدفاع عن هذه الحقوق.
وقد خلصت اللجنة الى اعلان النتائج التالية:
المرتبة الأولى:
ثانوية راهبات الوردية – قرنة الحمرا
ثانوية مار الياس للراهبات الانطونيات – غزير
المرتبة الثانية:
ثانوية سيدة النجاة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات – الزلقا
ثانوية راهبات القلبين الأقدسين – كفرذبيان
المرتبة الثالثة:
مدرسة سيدة السلام للراهبات الباسيليات الشويريات - الدورة
وتجدر الإشارة الى بعض المشاريع باختصار:
أ- ثانوية مار الياس للراهبات الانطونيات - غزير
طرح هذا المشروع حقوق الانسان عامة، مع التوقف عند تلك المتعلقة بالغذاء والدواء والتعليم من خلال "كوريغرافيا" فنية تظهر فتاتين واحدة بلباس أبيض والثانية بلباس أسود تتنازعان، على خلفية موسيقى وايقاع، رغيف الخبز، عبوة الدواء والكتاب. على خلفية صامتة للنصوص الداعية لهذه الحقوق. وأيضاً شريط مصوّر عن تفاعل التلاميذ مع فيلم يظهر حقوق الانسان المهدورة في العالم، وعن مشاركتهم، عبر العمل الاجتماعي، بمساعدة الآخر للحصول على حقه في لقمة العيش والمسكن اللائق، تاركين للصورة التعبير عن هذه المآسي. الإخراج جيد جداً، الوسائل والإمكانات التي وضعتها المدرسة في تصرّف التلاميذ، إضافة الى أفكارهم الخلاقة، دفعت بهذا العمل الى التميّز.
ب- ثانوية راهبات الوردية – قرنة الحمرا:
مشروع حمل اسم "أمل". وامل هو اسم رفيقة صفهم، صبية "مكتومة القيد" تبحث عن هوية. مشروع جريء عن "مكتومي القيد" توزعت محطاته كالتالي: بداية توزيع عبوات مياه صغيرة تحمل عبارة "من هو؟" بالتلاعب على الكلمات مع كلمة "هوية" أي إعطاء الشق الإعلامي حيزاً من العمل. ثم فيلم ومقابلة وصولاً الى اعلان الهدف: هويتي حقي. وقد توقفوا عند التعريق بالهوية ومكتومي القيد والمحاكم الشخصية واهمال تسجيل الزواج كما الولادات كسبب أساسي لهذه المعضلة. وشددوا أيضاً على أهمية التوعية. عمل شخصي، حسي، واقعي تكلمت فيه "أمل" شخصياً عن معاناتها كما كانت مقابلة مع مختصين. رائع.
ج- ثانوية سيدة النجاة لراهبات العائلة المقدسة المارونيات- الزلقا:
اختار التلاميذ موضوع "التنمّر" في المدرسة والمجتمع. بداية أضواء على المواد 23 و 24 و 25 من الإعلان العالمي لحقوق الانسان كإطار للمشروع. بيانات احصائيات، مقابلات، زيارات، فيلم
Le jour où j’ai brûlé mon cœur ، قصة حقيقة لشاب تعرض للتنمّر اللفظي والجسدي ونقاش حوله؛ رسوم معبرة عن هذه الظاهرة. انتهاءً باستطلاع رأي من 11 سؤال وإعطاء نتائجه. كما تطرقوا للأسباب الحقيقية لهذه الظاهرة وهي ان المتنمر غير محاط كفاية عاطفياً ومعنوياً، فشخصيته غير محصنة كفاية كي تساعده على مواجهة وتخطي المصاعب. وخلصوا الى دور التوعية بوسائل مختلفة تناسب كل الاعمار... لخلق فرق في المجتمع. والنهاية فيلم عن هذه الخبرة. عمل منهجي، عملي، شخصي. الرسالة واضحة وقوية: حق الانسان بالعمل وبالراحة ايضاً كي يستطيع العناية بعائلته فتأتي شخصية الأولاد قوية ومحصنة.
د- ثانوية القلبين الأقدسين – كفرذبيان
البداية مع نص عن حقوق الانسان. ثم مشهد كوريغرافي راقص معبر بشكل رائع يحاكي في مشهدية لعدد من التلاميذ التحرر من السلاسل، من قيود العبودية. هكذا عبّروا عن مفهوم الحرية. إضافة الى ما قدموا أيضاً في مشهد مسرحي ورسوم من أعمالهم حول موضوع التحرّر.
ه- مدرسة سيدة السلام للراهبات الباسيليات الشويريات – الدورة:
تركّز العمل على حقوق الأطفال وكبار السن... صرخة حملت عنوان "صار الوقت". صار الوقت كي يحصل الأطفال على حقوقهم وكبار السن أيضاً على الحق بالعيش بكرامة، تجلّت هذه الفكرة بلوحة "لنور أبو خليل" تُظْهر وجه امرأة مسنة في عينيها الحزن والأسى...
بفيلم "كفرناحوم" واشادة لطرحه حقوق الانسان المهدورة في وطن يتحضر للاحتفال بمئويته الأولى، وقد نصّ دستوره على حماية الحريات العامة. كان تذكير أيضاً بدور اليونيسف في حماية الطفولة كما بالدعوة للمساواة بين الجنسين.
اما الجوائز التشجيعية فهي :
1- شهادات تقديرية وُزعت على السفراء الشباب عن كافة المشاريع المشاركة؛
2- أما للمشاريع الفائزة بالمراتب الأولى والثانية والثالثة فحازت على فمكافآت مالية دعماً لصندوق التخرّج في كل من المدارس.
3- مكافآت عينية، عبارة عن إصدارات جديدة وكتب، تقدمة بعض دور النشر المشاركة في المعرض.