كلمة المحامية حياة هاشم في تكريم
المحامية صونيا ابراهيم عطية
بمناسبة "يوم المرأة العالمي"
2015/3/8
نساء رائدات عّدة لمعت أسماؤهن في مجالات واسعة وعديدة في المجتمع فأثبتن جدارة المرأة وإستحقاقها التقدير والإعجاب.
مع الوقت ، تخطت المرأة الألقاب المعتادة التي قدّرت وإمتازت بها ، فلم تعد نصف المجتمع بل باتت عموده الفقري ، لم تعد مدرسة والمؤسّس الأول فحسب ، بل أصبحت أكادمية بحالها .
فالمرأة التي تهز السرير بيمينها تدير العالم بيسارها ، واليوم في لبنان أمسى دور المرأة أوليا وحاجة أساسية لتسيير أمور البلاد
مع العلم أن الغّصة المؤلمة هي التي تملأ كراسيها في الحياة السياسية وليس كفاءتها .
يشرفنا في الحركة الثقافية-إنطلياس ، وفي إطارالمهرجان اللبناني للكتاب في سنته الرابعة والثلاثين وفي " يوم المرأة العالمي" أن نكـــــرم المحامية صونيا إبراهيم عطية لإنها المناضلة التي دافعت عن حقوق المرأة من ضمن دفاعها عن قضايا الوطن وحقوق الإنسان ، في نقابة المحامين ، وفي حزب الكتلة الوطنية ، وفي المنظمات الدولية لحقوق الإنسان وفي عدد من مؤسسات المجتمع المدني وفي المؤتمرات الدولية عالمية وإقليمية ومحلية مختلفة كمشاركتها المميزة في التطرق لأوضاع ومشاكل المرأة العربية، فكانت العضو الفعال في معركة القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المراة في لبنان وفي العالم العربي .
لها دراسات منشورة حول وضع المرأة في لبنان من الناحيتين الاجتماعية والقانونية وحول وضع العائلة والتعديلات الواجب اجراؤها على بعض النصوص القانونية المعمول بها والمتضمنة اجحافا بحقوق المرأة فساهمت بوضع مشروع قانون مدني للاحوال الشخصية ، وإقتراح مشروع قانون انتخابي جديد يؤمن حدّا عاليا من التمثيل النيابي الصحيح.
ولأنها طوال ممارستها المهنية كانت مثالا للساعين الى تجسيد المزيد من العدالة وإحقاق الحق ومواجهة الباطل.
لكل ذلك تقدم الحركة الثقافية – إنطلياس لها في هذه المناسبة العالمية ، " يوم المرأة العالمي " التحية والتقدير بإختيارها رمزا حيا ولافتا في رفع الغبن عن المرأة في لبنان ، وفي العالم العربي تاليا .
فتحية لها ولمسيرتها الغنية ، والتمني بمزيد من الإنجازات في هذا الدرب الطويل الذي نزرت خطاها للسير فيه .
ولكل ذلك أيضا ولميزات أخرى فيها، يشرفنا أن يتكلم عليها القاضي أنطوان خير البروفسور في كلية الحقوق والعلوم السياسية في جامعة القديس يوسف والجامعة اللبنانية ورئيس قسم القانون العام.
- مدير مركز الدراسات الجغرافية للعالم العربي .
- العضو سابقا في المجلس الدستوري ، والمستشار القانوني للوفد اللبناني
في مؤتمر مدريد الشهير عام 1991.
والدكتور خير يتبّوأ حاليا منصب رئيس غرفة في مجلس شورى الدولة.
فالكلام له فليتفضل .
__________________________
كلمة المحامية صونيا ابراهيم عطيّة
حضرة ممثل دولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري
أصحاب المقامات ،
واسمحوا لي أن لا أخص بالذكر أحداً ، فلكل واحد منكم عندي في القلب منزلة ومقام .
في البدء ، اتوجه بجزيل شكري الى الحركة الثقافية في انطلياس واهلها جميعا ، رئيسا وأعضاء وعاملين فيها، على اقامة هذا الحفل ، وفيه أتاحوا لي فرصة اللقاء بهذا الجمع الكريم من اهل الفكر والثقافة .
والى الصديق العزيز الرئيس الاول انطوان خير الذي كان له في أكثر من مناسبة فضل الكلام عني فغمرني بفيض من أدبه والى الزميلة الكريمة الاستاذة حياة الهاشم التي تتولى ادارة هذا اللقاء ،
لهم جميعا شكري وتقديري على ما خصوني به من عاطفتهم النبيلة ،
ولكم جميعا خالص امتناني لحضوركم الكريم .
وبعد
نجتمع اليوم بدعوة من الحركة الثقافية في انطلياس من اجل تكريمي كما هم أحبوا القول وفيه رغبوا .
وأنا أقول لكم ان التكريم لا يصدر الاّ عن كريم اذ ان فاقد الشيء لا يعطيه، وهم يكرّمون لأنهم من الكرام .
فالكريم هو الكثير الخير الجواد المعطي الذي لا ينفذ عطاؤه والحركة الثقافية في انطلياس كان ولا يزال عطاؤها كثيرا من اجل لبنان واللبنانيين في مجالات الفكر والثقافة والوطنية.
أهلها دأبوا منذ ما يزيد على ثلاثة عقود على هذا المنوال ملتزمين الوحدة الوطنية عاملين في سبيلها داعين من اجلها .
لكن ،
في مقابل هذه الثقافة التي تعمل الحركة على نشرها واغنائها ، تنمو في هذا الزمن الرديء وفي أكثر من منطقة من العالم دعوات للقتل والتدمير والتكفير، يواكبها عمل عسكري مساند لها.
انما أدهى من ذلك ان الذين يعتنقون هذا الفكر ويعملون بهدي منه كما يزعمون ، يبررون عملهم باسناده الى تعاليم دينية يدعون الدفاع عنها.
الحرب اليوم ما عادت قومية ، ولا عقائدية ، بل تحولت نزاعا مسلحا قاتلا بين الطوائف والمذاهب، ولم يبق للعقل والمنطق مكان.
وهنا بالمناسبة أستعيد بعض ما قلته في سنة 1987 في المؤتمر السادس عشر لاتحاد المحامين العرب مخاطبة نقباء المحامين وممثلي نقاباتهم وكانت الحرب في لبنان مستمرة في الفتك بلبنان واللبنانيين بشراً وحجراً
وكنت أتألم لهذا البؤس يصيبنا ولا أحد يمد يد العون الصادقة الى لبنان .
كانالعالمقدتركنالمصيرنابينأيديالعابثينبنامنوكلاءوأوصياء،
والدولالعربيةغافلةعمّايجري،عاجزةعنالقيامبأيّعملمفيد ومنقذ،أوهيقادرةعليهإنّماغيرراغبةفيه،جاهلةأومتجاهلةأنّهالن تكونبمنأىعمّايحصلفيلبنان.
وقفتعندهافيالمؤتمرمخاطبةالمؤتمرينمنبّهةإلىأخطارمايجري
محذّرةمنعواقبهعلىكلّالدولالعربية،قلت ما ملخصه:
منذعقدوسنتين،وحربمجنونةتعبثبلبنان،وتستمر. عنأسبابها لاشكّسمعتمالشيءالكثير،وقرأتموشاهدتمتفاصيلهاوأحداثهاالأكثر بشاعة،إلاأنّنافيلبنان،عشناهذهالأحداثوخبرناصنوفالمعاناة والألم. نحننعرفأنّفيالسياسةلاعواطفولاصداقات،وأنّهفيصنع الأحداثالعالميةلامواثيقولاعهودبلدومًاالهاديوالهدفهمامصالح الكبار. ومنسوءطالعلبنانأنّهكانعلىمفترقحيثتشابكت المصالحفيالتقاءتارةوفيفراقأطوارًا.
ولبنانالذيكانمثالا ًللعيشالمشتركأضحىصورةعنهذاالعالم الممزّقالغارقفيالفساد،الراكضوراءالكسبالمادي،أيًّاكانالسبيل.
واستمرتالملهاة- المأساةعلىمسرحلبنانطوالإثنتيعشرةسنة يديرهاالكبارويلعبأدوارهاالوكلاءالأصغر . "
واختتمت كلمتي بما يلي :
"أمام هول الفاجعة في لبنان ، هل نقف عاجزين ؟
وأمام كبر المؤامرة ، هل نستمر في لعن أصحابها ؟
أم نقف جميعاً متكاتفين لمساعدة بعضنا بعضاً عندما نتعرّض للمحن.
أولستم أنتم ونحن المدافعون عن الحق أينما وأنّى كانت ساحة الصراع.
فالحرب دون ريب تكاد تنقل سلاحها إلى غير ساحة .
إنّأمامكمأيّهاالحقوقيونبلديحتضرعلىبعدساعتينمنكم بالطائرة.
فهبّواللدفاععنحقوقالإنسانفيلبنان،فعلىجميعالدول أنتؤازربعضهابعضًاعندتعرّضهاللفواجعوالمحن. وكلّنامعرّضلأنّ المؤامرةستطالالدولالصغرىواحدةتلوالأخرى،لأنّالهدفهو مصالحالكبار.
وإذأذكّركمبذلك،أقوللكم،لقدأكلالعربيوم أكللبنان."
واليوم ، اللهم لا شماتة ، انما لا بد من الاشارة الى ان الوكلاء والاوصياء على لبنان في حينه والذين زرعوا فيه الريح ، نراهم اليوم يحصدون العاصفة.
وفي ظل هذا الواقع يسود جو من التخوف ، بل قل من الخوف ، من قتال قد يمتد الى لبنان ، ومن نهاية غير سعيدة له .
انا لا انكر ان هذا الخوف قد يكون مبرراً او قد يجد له عذرا في ما يقع حولنا من أحداث .
لكن خوفي انا اكبر من هذا واكثر .
اخاف من فكر يستولي علينا فنخون انفسنا وكل ما نؤمن به من مثل وما نعتنق من مبادئ .
أخاف من ان نصبح كلنا نماذج بكماء عن القائد الملهم ، لا تعرف اين هي ذاهبة .
أخاف من تنكرنا للمبادئ والمفاهيم التي تطورت في الفكر الانساني عبر الزمن وأورثنا اياها اسلافنا.
أخاف على الديموقراطية ، على حقوق الانسان ، على حرية الفكر والمعتقد، وعلى حكم القانون.
أخاف من الوصول الى يوم لا نستطيع فيه طباعة كتاب شعر او قراءة كتاب فكر وأدب .
أخاف من يوم يمحى فيه اسم الاخوين رحباني عن هذه القاعة ، ويمنع علينا الاستماع الى عزف موسيقى او سماع أغنية .
أيها الحفل الكريم
هنا تكمن المسألة والمشكلة الكبرى
من يفسر احكام الدين ، من يحدد الخير ويميزه عن الشر ، وكيف يمكن ايصال القناعة بحقيقة التعاليم الدينية الى عموم الناس .
ان الهزيمة الحقيقية والاقسى هي هزيمة الروح والارادة قبل الهزيمة العسكرية.
ومن اجل بقاء الروح وانتصار الارادة علينا ان نكافح لنبقى .
وهذا الكفاح هو من مسؤولية العالِم والمثقف والمفكر
هؤلاء هم المؤتمنون على الديموقراطية والحرية والحقوق في الفكر والمعتقد والقول والعمل.
هؤلاء هم وحدهم الجديرون بالبحث عن الحقيقة من خلال حوار عقلاني منزه عن الاهواء والمصالح .
على جميع هؤلاء تقع المسؤولية ، وانتم في الطليعة منهم .
قد لا يحالفنا النجاح في أمرنا ،
انما علينا العمل والمحاولة
وقد نفشل فنعذر .
والســـــــــــــــــــلام عليــــــــــــــــــــــكم
صونيا ابراهيم عطية