المواطنة في قصص
كتاب "غيمة في حلم" مع الدكتور سعيد عيسى والأستاذ أدهم دمشقي
إدارة الدكتورة هدى رزق حنّا
الثلاثاء 17 آذار
نحن اليوم مجتمعون في مسرح الأخوين رحباني كي نفكّر سوياً وبخاصة كي نحلمَ سوياً. نفكّر حتى نقتنع ان لكل واحد منا، صغاراً وكباراً دورٌ في مجتمعه ونحلم ببلدٍ مثالي يقوم فيه الفرد بعمله لا في سبيل المال او الراتب، لا خوفاً من مدير او رئيس بل للشعور براحة الضمير وسعادة العمل المتقن.
وكل عمل مهما كان متواضعاً يفيد الآخرين إذا اُتقن.
ان نقوم بعملنا بصدق وإخلاص بدون تذمّر، بدون إهمال، بدون غشّ، بدون إكراميات وبدون مغريات ماديّة، أن نقوم بواجبنا فقط لأنه واجبنا ولأن عملنا هو مسؤوليتنا، قد يفيدنا ويفيد الآخرين، وقد يخدم سكّان قرية او مدينة بأكملها. مسؤوليتنا ضمن وظيفتنا، مسؤولية كل فرد في مجال عمله هي الحجر الصغير الذي يدعم بناء الأوطان. وهنا تبدأ قصة "غيمة في حلم" التي تدور حول موضوع الرشوة والفساد وهو في صلب لقائنا اليوم.
تدور حوادث هذه القصة في غابة يحكمها أسد قويّ وحكيم لأنه يستعين بكل حيوانات الغابة للحفاظ على أمنها وثرواتها. هدفه حماية الغابة من الطامعين بثرواتها من ماء وخشب وأعشاب نافعة. من من الحيوانات سيخون ثقة الأسد وينسى واجباته طمعاً بالرشوة والملذات؟
سيجيبكم على هذا السؤال ضيفنا الأستاذ سعيد عيسى وهو متخصص في علم الاجتماع ومدير العلاقات العامة في جمعية مهمة لبلادنا اسمها الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية.
استاذ سعيد يصمم مشاريع لتدريب الموظفين والمواطنين على كيفية العمل بإخلاص وشفافية كل في مجاله وهو سيخبرنا كيف نشأت فكرة هذا الكتاب الأزرق الجميل لدى U.N.D.P.ولماذا سميّ "غيمة في حلم" ووُزّع على بعض المدارس الرسمية والخاصة. وبعد أن يغنينا الأستاذ سعيد بمعلوماته سيباشر استاذ أدهم دمشقي وهو استاذ رسم ولغة عربية وشاعر له اصدارات شعرية بتنظيم اعمال مشهدية صغيرة تدور حول موضوع الرشوة مع بعض التلاميذ الراغبين في التمثيل والاخراج.
فكرة القصة:
جاءت فكرة قصة "غيمة في حلم " نتيجة تعاون مشترك بين الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية وبين ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية ضمن برنامج الحكم الصالح في المنطقة العربية.
كما جاءت الفكرة أيضا نتيجة ارتفاع نسبة الفساد في لبنان خصوصا وأنه احتلٓمعدلا مرتفعا تصاعديا نسبة للسنة التي سبقت تأليف القصة. إذ احتل لبنان المرتبة ٦٣ عالميا من أصل ١٧٧ دولة في عام ٢٠٠٦ بينما قفز إلى المرتبة ٩٩من أصل ١٧٧ دولة في عام ٢٠٠٧ وهذا ما حتّم دق ناقوس الخطر خصوصا أن الجمعية كانت قد بدأت الإعداد لاستراتيجية وطنية لمكافحة الفساد في لبنان والدعوة للتحرّك السريع ولصياغة رؤية مشتركة يجمع عليها اللبنانيون بعد أن كانوا قد انقسموا إلى فريقين سياسيين متناحرين وما يزالون.
من هنا كان من ضمن توجهات الإستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد هو محاكاة الأطفال في هذا الموضوع وتنشئتهم على قيم جديدة لا تمجد الفساد والفاسدين.
بناء على ما تقدّم أنتجت القصة ووزعت على المدارس اللبنانية بالتعاون مع وزارة التربية والمناطق التربوية ومصلحة التعليم الخاص وتمّ إيصالها إلى الإدارات ومنها إلى الطلاب وكذلك تمّ إيصالها إلى المكتبات العامة.
مفهوم القصة وشخصياتها:
القصة بشكل عام تدور حول الحكم الصالح ومفاهيمه ومضامينه وهي: الحرية، الديمقراطية، حكم القانون، الشفافية، المحاسبة، المساءلة، المساواة، العدل، مكافحة الفساد، المواطنية، الحفاظ على البيئة والتراث والحفاظ على الإرث الثقافي...
تدور أحداث القصة في الغابة، والغابة هنا هي الوعاء الحاضن لكل شخصيات القصة وترمز إلى الوطن، بينما يرمز الصديق المجهول للطفل الذي يأتيه في الحلم إلى مكافح الفساد وهو شعار الجمعية اللبنانية لتعزيز الشفافية أي أنه مواطن صالح يرفع يده في وجه الفساد ويقول له قف وتراجع ...
في حين ترمز شخصية الأسد إلى الرئيس أو المسؤول مهما بلغت درجته ومكانته، ويمثل الضبع شخصية المرتشي، بينما يجسد الذئب الأشخاص الذين يشاهدون الفساد والمفسدين لكنهم لا يقفون في وجههم بل يبتزونهم ليحصلوا على حصص من رشاهم.
ويمثل كل من البط والوز والعصافير والزحافات شخصيات المواطنين الفاعلين الذين يتمتعون بالمواطنية الصحيحة ويقفون في وجه الفساد وتشويه البيئة الطبيعية ومعها البيئة الإجتماعية.
ارتجلت ثلاث مجموعات من التلاميذ ثلاثَ مشهديات مسرحية تدور حول موضوع الرشوة فاختاروا تمثيل الفساد في مجال الصحة والعدل والامن الحدودي واخرجوا المشهديات بذكاء ومهارة تثير الاعجاب والدهشة ووزع كتاب "غيمة في حلم" على الفرق الثلاث مكافأة لهم.