الامسية الفنية
12 آذار 2008
كلمة بريجيت كساب
يقرعون طبول الحرب، ونحن نقرع طبول السلام.
يتكلمون لغة التفرقة، ونحن نتكلم لغة الجمع
يشوهون الكلمة، ونحن نحافظ عليها ونجمّل حروفها
يسجنون الثقافة ويستعبدونها لمصالحهم، ونحن نفك قيودها البشرية المحدودة لنطلقها حرة بكل مكوناتها
يخطفون جميع الالوان، ونحن نطلق اللون غير المنظور، اللون المشرق الذي يضيء القلوب ويدفئها بالمحبة من برد الوحدة والقهر والياس، اللون الذي يشفي النفوس من كل بغض وضغينة، اللون الذي خلقه الله قبل كل الالوان، خلقه في حناجر العصافير الصغيرة فتغني وفي صوت النسيم الذي ينقل تلك النغمات على اجنحتها عبر الاثير، وفي اصوات العاشقين فيستيقظ الحب في القلوب.
فالحركة الثقافية انطلياس تؤمن ايمانا عميقا بالثقافة الحقيقية والخالدة فانها تدعمها وتطلقها بكل مكوناتها وقد جعلت للفن مكانا خاصا بين اوراقها ونشاطاتها وهي على يقين ان هذه الثقافة هي كانت بفكر الله عندما قرر بدء الخلق، فقررت متابعة ما بدأه كي تحافظ على سلامة عقل ونفس وروح الانسان ليظل ساميا قريبا من السماء محافظا على مواهبه والوهيته.
الحركة الثقافية المتجددة بافكارها ودعمها الدائم للشباب التي تؤمن انهم فعلا دعائم التغيير في الوطن وتشجعهم على محبته وعطاءاتهم له وتغذي فيهم روح الاندفاع والحماسة للتغيير، وتساعدهم على تحدي الموت لتبعث الحياة في النفوس والوطن، ترحب بكم اليوم في رحابها لتشارككم افكارها واعمالها وتمنح الحاضرين والاصدقاء، حتى ولو القليل من البهجة والسرور والتمتع بالفن الاصيل.
في هذه الايام تعلو اصوات النشاذ فتشمئز لها نفوسنا وتتذمر آذاننا وتابى عيوننا على النظر الى من يطلقها، لذلك نحن هنا الليلة لنطلق العنان لاصوات الحب وانغام الطرب لتحيي السلام في النفوس فنعيش اوقات السماء في وقت حتى لو كان قليلا، بعيدا عن التشنج والحقد والبغض.
اما وقد جمعنا من هذا المهرجان باقة من الثقافة الملونة، اردنا ان نعطرها باللحن المميز عزفا وغناء تصدح من حناجر عميقة في ادائها، وانامل تفتش عن النغمة الساكنة داخل اوتار الالات لتطلق لها العنان فتدغدغ اذاننا برقة وحب.
جوقة مار الياس انطلياس العريقة بآدائها في مختلف ميادين الاغنية، من اناشيد سماوية تجعلك تصلي مع الملائكة فتنسى انك ساكن الارض، ومن اغاني شرقية وطربية وتراثية تخرج الآه من صدرك معبرة عن مدى احساسك بالصوت الجميل الذي يحملك نحو الغيوم.
صبايا و شباب سوف يطربوننا الليلة فيجعلوننا ننسى ضجيج السياسة المزعجة، لنعيش تجربة لبنان الحقيقي، لبنان الرسالة والثقافة والفن والطرب الاصيل، وقد اشرف على انجاز هذا العمل من تدريب وحسن الاداء والمعرفة بالنغمة من حيث العلم والموهبة والابداع والصوت الاوبرالي المميز، واقصد به التينور ادغار عون صديق الحركة الثقافية انطلياس حيث ستعرفنا به الممثلة نوال كامل خلال هذا الحفل، كما سنتعرف ايضا على المغنيين والموسيقيين. فالممثلة نوال التي نعرفها من خلال اعمال قامت بها تمثيلا من سنة 1983 في كافة المجالات سينما تلفزيون ومسرح، ومن ابرز اعمالها نذكر مريانا، فاميليا، العاصفة تهب مرتين ، لولا فسحة الامل لزياد الرحباني، عرس الاخوت لنبيه ابو الحسن، وغيرها من الاعمال الناجحة. والجدير ذكره ان نوال تكرّس خبرتها اليوم في سبيل نشر كلمة الرب في المدارس تدريسا وفي جوقة مار الياس انطلياس انشادا.
ويبقى في البال لحن نردده، نغمة ندندنها نحملها معنا الى بيوتنا، نخزنها في عقولنا، نستذكرها في مجالسنا فنبتسم لها، وبها يهنا عيشنا، جميل ان ناخذ في نهاية هذا المهرجان كتابا نتغذى به بانتظار السنة القادمة مغلفا بباقة الحان تغني نفوسنا، ونعتذر قليلا من حياة الواقع لنذهب الى عالم الاحلام لننعم بالحب والسلام والطمانينة.