تكريم أعلام الثّقافة في لبنان والعالم العربي

المهندس الدكتور سامي عبد الباقي

كرّمت "الحركة الثقافيّة- أنطلياس" المهندس الدكتور سامي عبد الباقي. وقام الدكتور محمد علي موسى بتقديم المكرّم  وإدار اللّقاء المحامي جورج بارود.

images/bf2011/samiabdelbakiweb.jpg

استهلّالمحامي بارود كلمته مبرزًا خصائص العلم المكرّم، المهندس الدكتور سامي عبد الباقي. فهو منذ نعومة أظافره تفوّق في المدرسة والجامعة فنال إجازة في الحقوق، وإجازة في الهندسة المعماريّة. عندها انتسب إلى جمعية المهندسين اللبنانيين، وساهم مع زملائه في تحويلها إلى نقابة. وسافر إلى دولة الكويت حيث قام بمشاريع عدة وضخمة منها تصميم الطرق والجسور والمؤسسات الصناعية وتوليد الكهرباء. وأصبح مفتش عام بالوكالة في دولة الكويت، فساهم من خلال منصبه بالتخطيط الإنمائي والاجتماعي والزراعي وصممّ مرفأ الكويت الدولي، ومجمّع مباني بلديتها، وبعضًا من مباني وزاراتها. ولم تهدأ عبقريته، فتحوّل إلى وطنه، وأنجز مع النائب الراحل جوزف شادر مشروع قانون ملكية الطوابق والشقق. فضلا عن ذلك، صمم النّصب التذكاري لشهداء لبنان، كلّ لبنان، ودار طائفة الموحدين الدروز في بيروت. وأشرف على تنفيذ ملعبي صيدا وطرابلس و أطلق عليه مجلس الوزراء اللبنانيّ حينها لقب "رجل المهمّات المستحيلة". وكان أيضًا للسياسة حيّز في حياته، فقد خاض العمل السياسي والوطني في سن مبكرة، يوم اشترك في تظاهرة ضد الانتداب الفرنسي في العام 1943، وتطوّع في جيش الإنقاذ الفلسطينيّ العام 1948، وخاض في العام 1960 الانتخابات النيابيّة بصفته مستقلاً.

 

وتابع الدكتور محمّد علي موسى الحديث عن ميزات المحتفى به، فذكر أنّه ارتاد عددًا من المدارس والجامعات الراقية، وبرز في كلّ المجالات التي دخلها. ففي مجال العمل الوطنيّ، كان وما زال رئيسًا لعصبة تكريم الشهداء، فلقد حثّ الدولة هو ورفيقه الدكتور محمّد عليّ الرزّ على القيام بواجبها تجاه الشهداء. ومنذ براعمه جذبه العمل النضالي، فنشط فيه. وعندما سافر إلى الكويت، رفع اسم لبنان عاليًا، وكان في قمّة الهرم الإداري. وأضاف الدكتور محمّد علي موسى أنّ ابن عينبال جاد من ماله ووقته في سبيل مساعدة المحتاجين من بني قومه، وأسهم في إقامة مؤسسات الرعاية لهم بدون أن يميّز بينهم. ومن ميزاته أنه يولي الصداقة أهمية كبرى في حياته، فهو وفيّ ودافئ القلب، واللسان. وختم كلمته موجهًا تحية للمكرم قائلاً: "نحن في عانوت نتباهى بك كما يتباهون بك في عينبال، فالمسافة بين عانوت وعينبال فشخة أو ضربة حجر...فسلام عليك في يومك وفي غدك ويوم تٌبعث حيًا.

وقدّم شهادات بالمحتفى به  كلّ من الدكتور عبد الله عطِيّة الاقتصادي المعروف والعامل في مجلس الإنماء والإعمار مع المحتفى به لسنوات عدة، والمحامي الأستاذ حافظ جابر، والأستاذ ابراهيم خوري، والدكتور عصام عبد الباقي، ورئيس بلدية عينبال الأستاذ سالم عبد الباقي، والأستاذ نديم القنطار،  مشددين على خصاله الحميدة، وقيمه الوطنيّة .

 

وفي الختام شكر العلم المكرّم المهندس الدكتور سامي عبد الباقي الحركة الثقافيّة  مبديًا إعجابه بنشاطِها  اللافت في حقل الحضارة من ثقافة  وأدب وعلم متمنِّيا لها الإستمرار. وشكر أيضًا  الدكتور محمد علي موسى على بلاغة كلمته وعمق مضمونها ومودّتها، والمحامي الأستاذ جورج بارود على حسن إدارته الجلسة، وكلّ من قدم شهادات به. فذكر أنّ مسيرته كانت مدرسة علمته الحكمةَ والرويّة وبُعد النَّظر في هذا العالم المتقلب. فهو على ثقة بأنّ صلاح المجتمع هو في صلاحِ الفرد، وفي تعلّمه. ويقوم المجتمع بنظره على الدولة والفرد المتعلّم. فالعلم هو مفتاح كلِّ شيءٍ، بدونِه تبقى المجتمعات متخلِّفة.  ودعا إلى إلى قِراءة واحدةٍ في التَّاريخ، وإتقان لغة الأم التي من دونِها يخسَر المجتمع شخصيته، وهويّته. ولكنّه أيضًا لا يقلّل من أهميّة الانفتاح على المجتمعات الأخرى. وعن دور الدولة، ذكر أنّ الإنجازات والنجاحات الفرديَّةُ  جيّدة بحدّ ذاتِها، غير أنّها جامِدةٌ تحتاج إلى عامل محفِّز، وهو الدولة الديمقراطيّة القوِيَّة العادلة . وحثّ على اقتلاع  الطائفيّة السياسيَّة والمذهبيّة والإقطاعيّة والعائلية إقتلاعاً من الجذور، وإعلان الدولة العلمانيّة يدعمها قضاء شفَّاف مستقلّ، ولكنّ احترام تعدّدية الطوائف الدينيّة. ووجّه أخيرًا نداءً إلى الجيل الجديد حتى يتمسّكوا بالأخلاق والعلم: "وأنْ لا يكونَ جمع الأموال هو الهدف المنشود بِحدِّ ذاتِهِ".

وفي ختام الاحتفال قدّم أمين الإعلام في الحركة الدكتور عصام خليفة إلى المحتفى به شعار الحركة، كما قدّم له أمين السر الدكتور أنطوان سيف صورة عن عاميّة انطلياس الشهيرة التي قال عنها إنها ميثاق وطنيّ متقدّم كان يتمنّى دومًا الحصول على نسخة منها، وها هي تأتي في صورة ضمن إطار جذّاب.